ذكراك خالدة يا مصطفى.....
بقلم الشاعر أحمد تجاني أديبايو
يَـــا أَعْــدَلَ النَّاسِ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنٍ **
وَأَطْيَبَ الْجِسْمِ غَمُّوا عَنْهُ فِي الْكَفَنِ
مَـــا لِلْـمَـدَى طَالَ حَـتَّـى لَا يُفَرِّصَنِي **
لِأَنْ أَرَاكَ بِــعَـيْـنِـي فِي مَــدَى الزَّمَنِ
فَـحَـالَ بَـيْـنَـكَ بَلْ بَـيْـنـِي فَوَا عَجَبًا **
لَوْلَا الْـهِـيَـامِ الَّــذِي أَدْنَـاكَ عَنْ بَدَنِي
قَدْ كُـنْـتُ عَنْكَ شَغُوفًا إِذْ تُؤَانِـسُـنِي **
فِي الْقَلْبِ حَتَّى يَكَادَ الْحُبُّ يُغْرِقُنِي
غِـبْـتَ وَذِكْـرَاكَ بَـيْـنَ النَّاسِ خَـالِــدَةٌ **
فِي أَجْمَعِ الْأَرْضِ حَتَّى الشَّأْمِ وَالْيَمَنِ
قَــدْ كُنْتَ نُورًا وَكُلُّ الْخَلْقِ فِي الْعَدَمِ **
إِذْ كُــنْــتَ أَوَّلَ خَلْقِ الـلَّــهِ فِي الْقَمِنِ
فُـقْـتَ الـنَّـبِـيِّـيـنَ حَتَّى قَـدَّمُـوكَ بِــهِ **
إِذْ عِـنْـدَكَ الـتَّـاجُ لَا يُـحْـتَـازُ بِــالثُّمُنِ
شَـاغَـفَـكَ الْأَوَّلُـونَ حِـيـنَ مَــا سَمِعُوا **
قَــبْــلَ الْـوِلَادَةِ فِـيـمَـا عَـنْـكَ بِـالْأُذُنِ
وَشَـاقَـكَ الْآخِــرُونَ مَـنْ أَتَـوْا خَـلَـفًـا **
مِنْ بَعْدِ مَا مِلْتَ تَحْتَ الْأَرْضِ بِالدَّفَنِ
فَـمَـا رَأَوْكَ عَلَى أَرْضٍ بِــأَعْــيُــنِــهِــمْ **
بَـلْ قَـلْـبُـهُـمْ سَارَ فِيهِ الْحُبُّ كَالسُّفُنِ
لِــذَاكَ فَــازُوا وَفَــاقُـوا أَوْجَ مَـنْـزِلَــةٍ **
يَــهْــتَــمُّ غَـيْـرُهُـمُ فِيهَا عَلَى الْوَسَنِ
إِذْ أَنْـتَ أَسْــرَعُ مَــا يُـرْقَـى الْعُلُوُّ بِـهِ **
وَأَنْــتُ خَـيْـرُ انْـتِـمَـاءٍ عِـنْـدَ مُحْتَزِنِ
صَلَّى عَلَيْكَ الَّذِي أَعْـطَـيْـتَ مَـنْـزِلَــةً **
لَـيْـسَـتْ تُــدَارَكُ بِـالشَّجْعَانِ وَالْجُبُنِ
وَالْآلِ وَالـصَّـحْـبِ وَالْأَتْـبَـاعِ قَاطِـبَـةً **
مَــنْ هُـمْ ضَـرَاغِـيـمُ لِلْـكُـفَّـارِ وَالْوَثَنِ
بِــعِــدَّةِ الْـقَـطْـرِ فِي الْأَمْطَارِ هَامِـيَـةً **
وَعِــــدَّةِ الرَّمْلِ فِي الصَّحْرَاءِ وَالْمُدُنِ
أحمد تجاني أديبايو