...الطفولة المذبوحة...
كم يؤلمني حين أجهز الطعام لطفلي ويأتي على خاطري ملايين من الاطفال الجوعى في العالم...
وكم يمزقني ذاك الشعور حين أرى طفلي ينتقي ما يشاء من السكاكر والطعام وهذا يعجبه وهذا لا، ويأكل من هنا لقيمات وربما رمى الباقي في سلة القمامة، وهناك أطفال خيارها فقط أن تأكل أو لا تأكل، خيارها فقط أن تقرر هل ستتناول الفطور أم الغداء أم العشاء، فليس بالإمكان أن تتناول ثلاث وجبات!!!!!!
كم أستصغر نفسي وأنا أراقب ولدي وهو نائما، دافئا، وقد أغلقت الابواب والشبابيك بإحكام لئلا تتسرب نسمة هواء فتؤذيه، وأطفال تموت من البرد والصقيع في خيام اللجوء وغيرها....
وحين أوفر لطفلي كل وسائل التهوية والتبريد في الصيف الحار، وهناك أطفال تحترق من لهيب خيام اللجوء...
لله در الطفولة التي تمزقت في بلادنا، وذبحت براءتها على أعتاب القهر والتشرد والنزوح...
لله در الطفولة، التي نسيت الطفولة...
لله در الطفولة، التي رأت وعاشت في الحياة كل شيء إلا الطفولة...
أخجل من نفسي وأنا أتكلم أو أكتب، تتجمد الأحرف وكأنها في ثلاجة الموتى، تخجل الأبجدية، وتتلعثم الأقلام، فثمة آلام وجراح لا توصف....
وحين نتكلم عن الطفولة ، كل ما في الكون يصمت.
بقلم : بيسان مرعي