هلوسات في خريف العمر
د. محمد حسام الدين دويدري
____________
تسَمّر مقصياً عنه سؤاله
وما للعيش أن يضفي جماله
وقد شحذ النصال على رقابٍ
مضى استسلامها يرضي نزاله
تسمّر مغمضاً عينيه يرجو
شروداً عن صدىً زاد اعتلاله
فقد طافت رؤاه هموم شعبٍ
يلف الفقر حولَهُمُ حبالَهْ
ليأسر صحوة الأخلاق فيما
يُتيه الجاهلين بلا دِلالةْ
لتختلط الأمور على شباب
أضاع العلم واستجدى هُزاله
يُجاذِبه هدير المال طوراً
وطوراً نزوة الجنس المُنالةْ
وقد صارت تراق على الزوايا
على أرض الخديعة والنذالة
إذ استشرت مغالاة المهورِ
لتُبعَد عن هدى الحُبّ حلاله
وتستشري العنوسة في زمانٍ
أطاحَ الضنكُ في التيه رجالَه
يرون حصادهم أمسى يباباً
فبات القلب يستهوي انفصاله
فأهل الطَول زاغوا في فسادٍ
فلم يُبقوا لهم غير "الزبالةْ"
لقد سلبوا من الوطن جناه
وحلو العيش بل سلبوا زلاله
تسَمّرَ في الفِراش وقد تناسى
زمانا كان مصطحباً عيالَه
"ويا ليت الشباب يعود يوماً"
ليصلح شأنه ويصون حالَه
وقد أمسى يحنّ إلى بنيه
ولا يرضى لهم عيش الضلالةْ
ولا ذُلّ الحياة بدار ضنكٍ
بعيشٍ خاسِرٍ يرعى اختلالَه
ويدعو الله إصلاحاً لأرضٍ
أُضيعت في الخيانة والعمالة
فيا ربّ أعد صرح الأماني
إلى وطنٍي وصن فيه غِلالَه
............
29/11/2020
من مجموعة: هلوسات في طوابير الانتظار. مؤسسة مقاربات. المغرب ٢٠٢١