حكايا قدر/ناريمان معتوق
تساءلت مرات عن أشياء بت لا أعرف تفاصيلها
غموضها،
نبرتها،
استسلامها،
كما لا أعرف تاريخ انتهاء وصلاحية لها
كل شيء يبدأ صغيراً ويكبر مع الأيام
وبناصية الحروف تترجم حكايا قدر
تكتب كل الحكايات
إن كانت فرحاً أو حزناً وما أكثره
هنا كانت الضحية امرأة حسناء
وكان الحب من ضمن أولوياتها
أحبت بصدق،
وغادرت بصمت،
ورحلت إلى سماء الحب كطيف بريء
وهناك طفل يحاول أن يبني كوخاً لأحلامه
العالقة في البعيد هناك
كم عانق الحرمان في نهاره وهو يكابر وجع الروح
وكم ضجر من الصمت الآتي والسراب
وكم عاتب الليل دون راحة تذكر
كم صرخ بوجه الظلم لكن للأسف...
لم يسمع نداء قلبه واستغاثة روحه أحد
وهناك طفلة عانقت الربيع بابتسامة حب
وكم ركضت على عشب الحياة مليئة بالفرح
قطفت من زهرة الحب حدائق ملونة
علقت على باب دارها ألف ابتسامة ووردة
لكن للأسف لم تعد تحلم ولن تكبر أحلامها معها
لم تعد تقدر متابعة الحياة أو شبه الحياة تلك
حيث أخذت منها كل شيء جميل وممتع
حتى انها استكثرت عليها هدايا الرحمن من أم وأب
فسرق القدر أجمل هداياها والفرح وتركها وحيدة
وذاك الرجل العجوز....
الذي باعه القدر على أيدي أبنائه
رفضوا وجوده بعد المرض
ورموه في غياهب الجب كأخوة يوسف
علّ من ينتشله يشبع فيه جوع الحياة ويمضي
لكن حكم القدر حيث سكت القلب عن ضرباته
فغفت عيونه الحلم الحزينة والذابلة،
وتلاشت ابتسامته رويداً رويداً،
بردت ملامحه كما أيامه،
رحل إلى حضن دافئ في تراب الواقع
ضمه الثرى ضمة مقتدر
وبسمة على ثغره كلما مر طيف أمامه
تضحك أساريره فرح....
حكايا قدر.....
(حكايا قدر)
ناريمان معتوق/لبنان
29/12/2022
7:16م