#شوق_لقطرة_ماء 💦
بقلم الأديبة سميا دكالي
رمت أمل بنظرها اتجاه نافذتها وقد فتحت عينيها بصعوبة، إنها قطرات المطر التي ترطم الزجاج محدثة صوتا موسيقيا بعثت في قلبها سعادة على حين غفلة، لم تنتظر بل رمت بغطائها وقد تحرر منها هذا الأخير معلنا استقالته لتقفز نحو النافذة فتزيح الستار وتترك نور الصباح يبدد الظلام الذي كان يخيم على غرفتها.
لم تكتف بذلك بل فتحتها مستنشقة الهواء النقي وقد غمرتها رائحة التراب المبلل غير مكثرتة بالبرد الذي لسع خدها ولا بالزكام الذي قد يصيبها، المهم أن تسترجع طفولتها البريئة حيث كانت تلعب تحت زخاتها ما همها أحد ولا شغلها شاغل، امرأة متهورة تهوى أن تحيا لحظتها وهي مبحرة ببصرها إلى الأفق تتأمل أسراب طيور مهاجرة إلى مكان بعيد هروبا من قسوة الجو، لم تمل من الوقوف فذلك قد أمتعها وآنس وحدتها الجميلة التي تتمنى أن لايكسرها لها أحد.
تلك الزخات أتت في وقتها لتنسيها الفراغ الذي استوطن دواخلها وعشش فيها بعد أن وجد مكانه المناسب، وكأنه ما عشق سواها حتى باتت كلوحة زيتية ذابت محتواها لفرط الحنين الذي أكل من قلبها، فغدت كمدينة هجرها سكانها وما بقي فيها سوى الأطلال.
هي غربة موحشة تعيشها بين ذاتها وروحها بعد أن لفتها الحياة بوشاحها الأسود وتركتها على قارعة النسيان، فما عاد يتراءى لها باقي الألوان حتى عطر ذكرياتها ما تركها بسلام بل ظل يتبعها حتى عند نومها متوسدة إياه لتغوص في حقوله كعادتها.
أكيد أمل لن تنسى فضل تلك القطرات التي حررتها ولو للحظات وأحيت قلبها بعد أن غسلته من حزن بادخ معيدة لها أملها بعد يأس وابتسامة مشرقة على محياها وكأنها بعثت من جديد،
هي قطرة ماء احتوت غربتها من حنين هد قلبها بعد أن عاشت تحت الوعد تجر روحا خجلى وأذيال الخيبة، وهي ترثي حلما اختزلته الأيام كان أدفأ الأحلام التي تمنته.
#سميا_دكالي
١٦/١/٢٠٢٠