/رشأ الضحية/
تلك الفتاةُ لوحة فنية
عيناها غابتان من نخيل
عندما يخيم الظلام
حاجباها سيفان مصقولان
يستعدان لحرب همجية
والأنف منها فستق حلبي على الأغصان
والوجنتان يستحي منهما اللجين
وينثر الجوري عليهما الألوان
و الثغر عندها حكاية
مسروقة من فم العنّاب
والشعر يسدل الستائر البنيّة
على جيد الظبي الوسنان
أكتافها الفضية الرقيقة
على قدٍّ فاتن ميّاس
وطولها كعود خيزران
يحتار في رسمه فنان
وخصرها النحيل كخاتم في إنمل الزمان.
وللحكاية بقية.
تلكم صبية اسمها بهية
سيدة للسحر والجمال
سافرت في عالم الخيال
حاملة قلبا أنصع من ياسمينة دمشقية
أخذت تتمايل وترقص وتجري
تمد يديها للنجوم
لكنها استفاقت لتجد نفسها فريسة ..
في غابة موحشة
وفرت تركض بين الوديان
هيهات وقد أصبحت في قبضة الأوغاد
أصاب قلبها بسهمه الصيّاد
فسقطت على وسادة الأعشاب
مضرجة بوردها الخلاب
مسكينة أيتها الفتاة الشقية
لقد كنت للحلم ضحية
انها حكاية الذبيحة بهية
فهل لها بقيّة؟!!!!
أ بادية عباس