خاطرة ...
ألواح الوجود ......
أعتذر عن الخلود على سجادة الأحلام ..وزيزفوم المخيلات يترجم كبريق حلم نأى واستسلم للغباء..
نعم في جوفي الغارق في زنازين الماضي شعارات ومباديء تكدست حتى امتلأت بها روحي أرقا وكسلا وغيابا...
كم شدتني منذ نعومة أفكاري حروف فارس الحروف وعاشقها محمود درويش حينما تراه ينفض غبار الأوطان عن روايات الخالدين ويقدس شعور العاشقة الحرة إبنة الوطن الحزين ....
تراني أتوه وسط غابات روحه أتجمل بحنين البلاد وطيبة العباد وماض تليد وأمة عجيبة لها من العز ما لا يوصف ولا يمحوه غباء الوليد ....
كم تحزنني عبائاته السوداء تلتف مراراً حول الحروف لتخرج منا أصعب ما فينا وهو الحقيقة الجوفاء الصامتة بجانب الجراح الموصدة بالدموع ...تراه يقول( لابأس بأن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا ..ولكن الشقاء بأن يكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا..يا لهاويتنا كم هي واسعة )....
أكاد أجزم أنه حينها ولج داخل أفئدتنا البالية المعتقة وأزال عن لوحاتنا الإنسانية بريقها الواهن الذي تجملت به .....
أقسم أنني ممن أيقن جمال الماضي بوشاحه الجميل حتى أنني التحفت به ودخلت به آلة الزمن ووجدت نفسي بحاضر أوسع بكثير من وشاح لا يكاد يخفي من واقعي شيء... ومستقبل كلما دنوت منه تعثرت بخيوط وشاحي فلا وقفت ولا هرولت ولكنني أيقنت أنني هنا لأنني يا شاعرنا القدير أستحق الحياة.........
خضرة هارون