مرآة الشمس
بقلم الشاعرة سما سامي بغدادي
عادت اليمامات عند الفجر
تحمل بين أهدابها أحلام الرحيل
تسرق من نسيم البساتين
أكاليل الياسمين
تزينها بشرائط القزح السعيد
وعند إنفراج القمر بهالة بيضاء
تهدي حنينها إلی ظلِ نجمةٍ حالمةٍ
بوعد الفرح قبل العاصفة ۧ
كن مرآةً للشمس
ودع دبيب الفرح
يتسلل الى داخلك
ودع كل ما هو كائن يتفتح
الوردة ببتلاتها العبقة..
زنبقة الماء بثوبها البتولي الأبيض
فلا شك أن هاتين قد جاءتا إلينا مهاجرتين
وهاتيك المخلوقات
هي التي وهبت الجمال السامي والجلال
وهي من إحتضنت الموت لتنبت من جديد
فدع أزهارك ترتوي من ينابيع النور
ودعها تتفتق بين شروخ الاحزان
ودع الطبيعة تحدثك عن ذاتها
وتحدثك عن نفسك
وماغاب منك
كن أنت المحيط
والصخرة الشامخة،
كن ثمرة البرتقال
ورائحة القرنفل
وزهرة الكاردنيا
حين تناغي أماني الشمس
كن هيام الموجة في البحر الهادر
كن دموع الندى
في حِجر الريح
كن جمرة مشتعلة سمراء
أو رغبة وردية
تزين أعتاب القمر
وخفف أدرانك بالتشظي
بين أسراب الشمس
حين نعود إلى إبتعاث
ساعات الماضي المارقة،
ستتلألأ بين جفنيك
دمعة راجفة
وحينها ترق وتصغي
وتسمع متى مابكى البنفسج
وتكن أنت النبيذ
المعتق من أنفاس الندى
وتنبت بساتين الكرز
فوق شفتيك
وتحلق بجناحيك
كي تحتضن أكف النجوم
ك طيف خيالٍ
مجبول من غمام النور،
لا صورة له ولا ملمس
سوى ماأزهر...منه
من ربيع الصور...
سما سامي بغدادي