رضا ك أمي
·
من سواك أمي،ألقلب به قد شغفا
فأنت منبعُ حنانٍ فاض،بالحب قد صفا
أقمت بين ضلوعك مطمئنا تسعة أَشْهُرٍ
ما ضاق مني صدرك،والقلب ما جفا
وبين ذراعيك حُضْنٌ،سكن فيه روعي
وأنا مازلت غَضاًّ في ثوبِ القِماطِ مُلَفَّفا
و يومَ وضعت قدماي،على البسيطة
رَتَّبتِ هندامي،والشعر بيديك صار مُصَفَّفا
رضاك أمي،وإن كنت في حقك مقصِّرا
فالقلب من رضاك ما ارتوى ولا اكْتَفا
إن كنت ترين مني عقوقا، فما قصدته
كيف أقصده،والله أوصاني ببرك،وكَلَّفا
جعل الله بِرَّك،مقرونا بعدم الإشراك به
فزادك تعظيما،وزادك فخرا وشرفا
حتى وإن عقَّتك دون قصد جوارحي
فقلبي قد باح بفضلك علي،واعترفا
فكل عاقٍّ لأمه،لا خير فيه يرام ويُرْتجى
إن كان العاقُّ،عن فضل البر بأمه،قد تَخَلَّفا
فما العاق إلا مذنبٌ،استوطن الشيطان قلبه
فجره من قفاه،مذلولا،للجحيم قد جرفا
فالأم مثل شجرة،بأطيب الثمار تزينت
البار بها،من جنى لأطيب ثمارها وقطفا
والعاق مثل شجرة عقيمة،أوراقها قد يبست
فهبت عليهاريح الخريف،فأصابها تَلَفا
دون رضاك أمي،أنا عارٍ،وإن كنت كاسيا
رضاك عني خير سترة،لي ومعطفا
رجائي لك أمي،أن تغفري عقوقي
فالقلم اضْطَربَ بين أناملي،والدمع قد ذرفا.
#حسن