أبحرت السفينة يا فلذة كبدي
أتساءل و كلي حيرة كيف أتغلب على كمدي
ها هي الآن تمخر عباب البحر
و نحيب قلبينا لا ينفك يهشم الحجر
تحارب الأمواج حتى تتوارى عن الأنظار
نرجو من الله أن لا تداهمها الأخطار
ما برحنا نودعه ونلوح له بهذه الخرقة
لقد نالت منا أوجاع الابتعاد و الفرقة
ما لنا من حول و لا قوة أمام المكتوب
نترقب بشوق رسائل من أبيك المحبوب
رحل معيلنا بحثا عن لقمة العيش
من غيره أدرى بحالنا الضعيف و الهش
أترى يا ولدي لقد تلاشى طيفه خلف الشراع
و كله يقين أنك في أمان على الذراع
يحفر في الصخر ليؤمن لك المستقبل
ما دمت يافعا و عمرك في المقتبل
سيتكرر غيابه و يطول إلى أن يشتد عودك
ترد له الجميل و تفي بكل وعودك
تدرك حينها أن دروب الحياة وعرة
و أن نكهة البحث عن قوت اليوم مرة
هلا عدنا أدراجنا رغم الأمل و الخيبة
إلى بيتنا الخالي من صاحب الهيبة
حكيمة مكيسي.. المغرب