/فقدت الشروق/
فقَدتُ الأمَل،فقُدت الشُّروق
وأضحَت حياتي بلا أُمنِيات
صَبرتُ كثيراً وقُلتُ غَداً
سَيُشرِقُ فَجرِي بأَجمل سِمات
ويَنشَقُّ نورٌ بِفَجرِ الظَّلام
وتُزهِرُ رُوحِي بِكُلِّ اللُّغَات
ويَمضِي خَريفِي ويأتِي الشِّتاء
لِتَنمُو براعِمَ غُصنٍ صَدُوق
تُبَدِّلُ أوراقَهُ السّاقِطات
بأوراقِ رَبيعِه النَّاضِرات
وتُثمِرُ مِنها جَنىً يانِعات
لِيُعلِن رَبيعِي قُدوماً رَغِيد
وتأتي الطُّيور بِلَحنٍ غَرِيد
وأَرسِمُ لَوحَتِي في المساء
بِغيرِ ظلامٍ أُنيرُ الفَضاء
وأَمزِجُ ألوانَهُ الفَاتِنات
بحُمرٍ وخُضرٍ وزهرٍ ضِياء
وأرسِمُ بِالحُلمِ أَجملَ لَون
أُجَمّل حياتيَ كَيفَ أشَاء
أُكَوِّنُ فيها بهاءَ الحَياة
جَداولَ خَيرٍ وأنهُر خالِدات
وبعدَ كلِّ الّذي قد رَوَيتُ
صَحَوتُ وَجدتُ حَياتي هَباء
أفَقتُ من شُرودي لِألقَى وُرودِي
تنَاثَرَت على صَفحَاتِ الزَّمَن
تُرَانِي سَآمُلُ مَرَّةً مِن جَدِيد
أبداً ياصَديقي هُناكَ جُروح
يَعجَزُ عن شِفائها أيُّ آسِي
وجُرحُكَ قَلبِي شَديدُ النَّزِيف
سَكاكِينُ تُقطِّعُ فوقَ المَآسِي
غرُوبٌ حَياتي فَأينَ الشُّروق؟!!
فلَا لَيلَُ سيَنجَلِي ولا صُبحٌ يَرُوق
توقَّفَ نَبضي وصارَت دمائِي
مثَّلجةٌ جامدة في العُرُوق....
الأستاذة بادية عباس/سوريا