لـــــــــــولاك
ميتة لغتي أمام ألسنة البحر
وبلاغة البوح الحائر في دنياك..
للبحر ناياته الحزينة
وإيقاعه الغاوي
والموج يلهج بذكراك ،
يسقط ثملا على صخر النوى
فيفقد الماء زرقته والبريق
تبكي النوارس ساعة الوداع
على نشيد نجواك ؛
لولاك ، سيدتي لولاك
ما عرفت سحر الربيع المخملي
ما رأيت سر الكون البديع
لولاك ما قرأت في مقلتيك
وميض عشق
وله برق ولا الفَهْرُ جاد بالنَّشْر
والندى ما فاق نَداك ،
لولاك ما استوت رنات القصيدة
على عرش السماء
وزين بك الشعراء هامة الأفلاك ،،..
مكرهة تنفلت بسمتي
وسط الأحزان على وجه المرايا
وتينع بين شفتي شجرة السواك
بيني وبين النجوم ميثاق لأساق
غيثا على جمر التوق علّ برد الشوق
يروادني على مناك ،
أرفع يدي إلى السماء ليلا
على ساعدي كبلبل اليمن أراك ،
أغمض عيوني جيدا في الظلام
جنبي أراك
حتى في الحلم بين سطور
أوراقي ترقصين أراك ،
تُراني جننت بك أم أن ألأمر وهم
وما كتَبْتُه على لحاء الشجر
ما رسمتُه على صفحات الرمل
مَحَتْه عمدا خطاكِ ...
حبيبتي قد مسني الضر
قد هدني الغرام
فهل عذاب ، علقم ، قاتل
معدٍ هو هواك ؟
آه لو كان للحب قلب ورئتان
فكر ، وإحساس
لتنفس بعمق كالغريق
وأسرى بي إلى رُباك ،
ما العمر زَيْنَ النساء
إلا ومضة بين الشفاه
ما العشق إلا شاهد وجود
كتبتْ وصاياه على تجاعيد الجباه
علنا ندرك كنه الحياة
وبينهما حار عقل الأطياف
وحنين الملاكِ
عبرة الوجد تهب العاشق الغفران
دمعة الصَّبِّ تلهب الوجدان
فسبحان من جعل نور اللهفة
يغشاني ويغشاكِ ..
دمعتك حبيبتي لا تسكبيها هباء
صبيها نبيذا في كأسي
لأشرب من شفتيك زلال الدنان
حين على أمل ألقاكِ ؛
هو الوعد الصامت فيا
المقيم كالسقم ولا أملك الخيار..
أوقع بي القدر بين يديك قربانا للهوى
كطير عشق حبة الحياة
ألتفت على عنقه خيوط الشباكِ...
فقولي للقدر لما لم يصطف سواكِ
فهل أنت قدري
أم القدر اختارني مرساكِ
يعبرني الأسى ولا أرتجي في لجة
الموج إلا أن تنتشلني يمناكِ
لكنك بالعناد لُذْتِ فغصت وحدي
في يم الهلاكِ ....
ما ضرَّكِ أن طيفك قاتلي
وأن حروفي زفرةٌ تلو زفرة
على صدري كتَبَتها قبل أناملي عيناكِ
والزرقاء صدقت نبوءتها فيّ
حين ألقت بها جمرة عليّ
قبل أن يرف جفني وصبابة
أموت فيك صبحا وليلا أحياكِ...
قالت الزرقاء رؤياها :
ولدت على سرير الحرمان
وكبرت خجولا تحت الجدران
حبيبتك بلا عنوان
لا تفقه الشعر ولا النثر
لا تعرف رموز الكف
ولا البحور ولا تطريز الأوزان
شِخْتَ على سعير الأحزان
وستعيش يا سيدي شاعرا واهما
على شفير الذكرى والسلوان
كما في الحوض الزجاجي
تئن من سجنها بهية الأسماكِ ..
قالت وما أصابت
لأن نبضي يغار عليك
من نبضي إذا هفا
وما قالت أن ني أقفلت
فؤادي عن سواكِ....
لولاك ما اهتز خافقي
لولاك ما خطك الحرف
منذ الخليقة ملاكا
ولا زرع العشاق نجوما
في العلياء أضاءت سماك
لولاك ما ثملت روحي بك
وروحي دون النساء فداكِ
فيا ساكنة القلب
يا قلادة الروح رحماكِ
جودي بوصل أو بقتل
فإكرام العشق إشهاره
علني طول العمر لا ولن أنساكِ.../
محمد كابي