《 أَتَى الْخَرِيفُ 》
أَتَى الخَرِيفُ فَتَناثَرَت أَوراقُهُ
يُوَدِّعنَ الأَغصَانَ مُضطَرِبَاتِ
وَقَد ذَبِلنَ بَعدَ إيرَاقٍ
وَشَحَبنَ كَشُحوبِ الأَموَاتِ
وَتَلَاعَبَت بِهَا الرِّيحُ فَأَسقَطَتهَا
وَدُفِنَت فِي الثَّرَى بَعدَ الحَيَاةِ
فَتَغَيَّرَ وَجهُ الطَّبِيعَةِ بَعدَمَا
مَرَّ فَصلُ الحَصَادِ وَالثَّمَراتِ
وَاختَفَى صَوتُ الطُّيُورِ وَشَدوُهَا
وَهَجَرَتِ الأَغصَانَ إلى شَتاتِ
فَأَثَارَ ذلِكَ المَنظَرُ شُجُونِي
وَأَخرَجَ مِن صَدرِي الزَّفَراتِ
وَخَفَقَ القَلبُ بَينَ جَوَارِحِي
وَتَدَحرَجَت مِن عَينَيَّ العَبَراتِ
مَضَت حَيَاتُكُنَّ مُسرِعَةٌ كَأَنَّهَا
سِنِينُ عُمرِي ودَقَّاتُ سَاعَاتِي
مَا أَشبَهَكَ يَا فصلَ الخَريفِ
بِخَرِيفِ عُمرِي وَذِكرَيَاتِي
وَمَا أَشبَهَ قُدُومُكَ وَتَقَلُّبُكَ
بِِتَقَلُّبِ أَفرَاحِي وَآهَاتِي
فَغَدًا يَعُودُ إِلَى الأَورَاقِ اخضِرَارُهَا
كَمَا يَعُودُ الأَمَلُ إِلَى حَيَاتِي
فَلَعَلِّي أَرَاكَ فِي العَامِ المُقبِلِ
وَتَعُودُ البَهجَةُ إِلَى قَسَمَاتِي
من أشعاري...
الشاعر خالد شدافنه
بلده اكسال
فلسطين ...