توسل من مهاجر لوالده
انت تقتلني ألف ألف مرة وأخريات
أنت تقدمني باسما للمقصلة معدما
أنت تدفعني للهاوية والجرف هاري
انت ترميني بحرابك وسهام طوعا
أنا فلذة كبدك واسمك بعدك الباقي
لا تلمني وهجرتي وبعدي لك زمانا
نظراتك عتاب ولوم وفيها الأحزان
كن لي ابراهيم من الذبيح مشفقا
أو يعقوب ابيضت عيناه من البكاء
انا سمح الخليقة واليك دوما بارا
لا تقسو على كبد احترق من مهجر
كله من أجلكم واخوتي عليه وأما
رمت المجد حربا على ضنك عيش
غربة قاهرة بدمع بارد يسيل خدا
لا أحد يشعر بألمي ويفهمه بجرحي
حتى دقات قلبي امست كلها آلاما
أنا لست لك ولن أصير ابدا بجواظ
مازلت زغبا بذي مرخ اتفيأ جناحا
واليوم أقف أمامك أرجو مسامحة
ولقد عصيتك بيوم هجرتي مرغما
وإن لم تتجاوز عني ثم تغفر كبوتي
سأعود من حيث أتيت أسى نادما
أم أن كبرياءك أجل من كل عودتي
ثم قفلت راجعا والكل ورائي نحيبا
وإذ بيد تربت كتفي وإليه تجذبني
كله حشرجة بالصوت وبكاء صامتا
فعناق منه بعنف ثم لثم يحتويني
سامحتك فلذتي قد افجعتني هجرا
حمادي أحمد آل حمزة
الجزائر