أنا لستُ المُوالي
'' '' '' '' '' '' '' '' '' ''
ضَحِكتُ مُقَهقِهاً مِما رأيتُ
لما قَد حلَّ في دورِ الثَّقافة
فبعضُ الدّورِ أشبَهُ بالعِصابَة
تُكرِّمُ مَن بحَرفِهِ اختِلافا
ضَحِكتُ أَجَل ضَحِكتُ وَكَم ضَحِكتُ
لأمرٍ فيهِ قَد حَدَثَت طَرافة
ضَحِكتُ ففاضَ دَمعي مِن عُيوني
وصَوتي جَوَّضَ اللَيلُ ارتِجافا
فَجاضَ اللَيلُ وانكَشَفَ الحِِجابُ
وصَوتُ الآهِ يعلوهُ الهُتافا
إذا سَبَباً لِقَهقَهَتي مُجازٌ
فأرجوكُم لتُعلِنُهُ الصْحافة
بأنّي لَستُ مدّاحاً أُغَنّي
لأطرِبَ صاحِباً يَهوى التْرافة
يُُريدُ بأن أُمادِحَهُ بشعري
لأجلِ شهادةٍ منهُ اعتِرافا
فلا عَتَبـا وعُذراً مِن حُروفي
إذا جُنَّ القَلم والنَّبضُ جافا
لِمنْ شاءَ المَديحَ بانضمامي
باسم الانتسابِ إلى الثقافة
تذكر أنني لستُ الموالي
تشعُ مسيرتي طُهرُ النَظافة
فما كنت الضنينَ بدارِ جُبنٍ
ولستُ بتابعٍ يهوى الإضافة
ولا كنتُ المُشرَّدَ في القوافي
كأني الأمسَ لم أملُكْ لِحافا
ولستُ بمثلِ من يلهثُ لأجلِ
بلوغ الغايةِ العُليا خِلافا
ولا كانت لأهدافي مقاصِدْ
فتطولُ رقبتي مثلُ الزّرافة
وما كنتُ بكيسٍ لِلهدايا
ولا كنتُ لها يوماً غِلافا
أنا أعلنتُها لستُ الموالي
لأشخاصٍ تقمَّشَتِ اللَطافة
فإن شِئتَ المديحَ إليكَ عني
تجدهُ بدارِ ديوانِ السخافة
فلا عادت لبيتِ الشعرِ نكهة
ولا عادتْ لقائِلها ضرافة
أُقدِّرُ من بحرفهِ فجَّ بحراً
يغوصُ العُمقَ يلتقطُ الصِدافا
فأعشقُ من تروّى إذ تكلمْ
ولا أهوى الصُراخَ ولا الهُتافا
بقلمي
فريد سلمان محمود الصفدي
الأردن ــ الأزرق الشمالي
٢٥ ــ ٦ ــ ٢٠٢٠م