شريكان في لعبة الاحتمالات
رب صباح غذا تشرق شمسه
ورب ليل حالك ينجلي صبحه
ورب كلام مبهم طال شرحه
غذا يستقيم ويفهم.. ويتضح
ما بينته الأقداح وقارئة الفنجان
وماجاءت به الأقدار والأزمان
كل في كتاب مسجل ومدون
رأيت السبايا في غم وهم ونكد
ورأيت الأميرات في غنج ودلل
والأمواج فوق الضفاف تنكسر
والرياح تعوي وتعصف وتنذر
والرعد يقصف ويرعد ويزمجر
والبرق في السماء عاليا يومض
والبواخر في المحيط تعلو وتنكسر
والضباب في أعالي الأجواء متلبد
هناك في قمة الجبل نسر جاثم
وحمل وديع بالسهل خائفا مرتعدا
ونباح الكلاب في القرية منتشرا
وها هنا لهيب ملون وذخان داكنا
هذه أرض العرب من عهد عاد
نساها العرب الرحل عند المتوسط
أنا وهي خائفان واجلان مرتعدان
بعدما كنا نجمع أزهار الرمان
شريكان في شرك فريد وحيد
وشريكان في لعبة الاحتمالات
ننتظر منقذا أوالحبل..حبل النجاة
مضينا على حدة وعلى حافة الحفرة
تجمدنا وتجمدت معنا الكلمات..
سرنا صامتين ما تبقى لنا من حياة
ماذا سيحدث لو أطلت علينا أفعى
وفحت لتبتلعني أنا وهي الخائفين
ربما سنكون شركين في قتل أفعى
لننجومعا..أو كل واحد على حدة
ولن ننبس بعبارة شكر على ما فعلنا
لأن الغريزة كانت تدافع عن نفسها
كسر الصمت ما بيننا والملل
فهمسنا بصوت خافت ما العمل ؟
استنزفنا حينها كل الاحتمالات
فأعيد الهمس بيننا وانتظرنا الأمل
أخيرا تراءت وظهرت لنا قمة التل
وفي هذه اللحظة التاريخية العابرة
اوجعتني الخاطرة..وانتعشت الذاكرة
أمطاربيضاء بيضاء تغسل خذ السماء
عما قليل سأعرف هل هذا وحي أو إلهام ؟
أم كما قال الأصدقاء..قصيد الشعراء
بقلم: ذ المصطفى صحابي العروسي