تُهمتي عشق الفداء
يا شمس لو تدرين أنّي جالسٌ
على رصيفِ الشوق أنتظرُ اللّقاء
لزرعتِ في زنزانتي شمس الضحى
وجعلت للسجن الصغير هنا فضاءْ
طالَ انتظار العاشقين لشمسهم
حتى غدا شكل الصّباح كما المساءْ
هل كان في دربِ البطولة تهمة
حتى تصير جريمتي عشق الفداءْ؟
إني هنا ورفاقُ دربي بالأسى
نشكو الحنين لقيدِنا دون انحناءْ
ولقد رضينا بالقيودِ فمرحباً
يا سحن فاعلم أنّنا العظماءْ
من أجلِ شعبٍ يستبدُّ به الأسى
إنا رضينا بالقيودِ وبالشقاءْ
من أجل أقصى يستباحُ بأرضنا
إنا نضحّي بالشباب وبالدّماءْ
هو هكذا غدرُ الزّمانِ فإنّه
قد أبدلَ الأشياءَ بالأشياءْ
جعلَ الجبانَ على البواسلِ آسراً
واستبدلَ العظماء بالجبناء
إني سأنشدُ للجدار قصيدتي
لحنٌ سترفعه الطيورُ إلى السماءْ
يا موطني أسراكَ للعهدِ الذي
ما بيننا دوما وبينك أوفياء
فلتسترح قسماً لأجلكَ إنّنا
بالقيدِ عشّاقَ الشهادةِ والفداءْ
الشاعر الاسير ناصر الشاويش