**** عالم الأقنعة ****
قال شهريار:إزداد الزّحام وكثرت الوجوه وبدأ القبح يزحف،وتلتفّ الغصون الشّائكة الطّفيليّة حول الثّمار،وتساوت على العيون كلّ الأقنعة،قناع التقاليد والتبعية العمياء والمجاملات،وجه واحد وأقنعة متعدّدة ،وما القناع إلّا حاجبا لحقيقة الهويّة،وكلّ فرد لديه عديد من الاقنعة وهو بارع في التبديل بينها بحسب الموقف والحدث،ولا أحد يعلن على نفسه صراحة!،فالبعض له قناع ليخفي آلامه ويجعل قناعه ابتسامته،نفس راضية وقانعة،والبعض الآخر له قناع ليخفي نفاقه ويجعل قناعه الطيبة و البراءة !،ويكفي أن يغيّر الممثل قناعه لتأدية أي دور آخر بين التّقمّص والتّقنّع!.
قالت شهرزاد:سمّي طلاء الوجه عند العرب بغية تغيير ملامحه بـ "المسخرة"، وهي أصل التسمية اللاتينية "ماسكارا"،والأقنعة المتعدّدة تمثل أحدث اتجاهات عالم التجميل حالياً!،زد على ذلك "الشفط والنفخ من المقدّمة إلى المُؤخّرة!،وكلّ شيئ مزيّف وإصطناعي،والشخصيّة الحقيقيّة للفرد مختفية تحت ركام كبير من الأقنعة،واللجوء إلى ارتداء قناع هو نوع من الإخفاء، إخفاء الوجه أولا الذّي هو هوية الإنسان ومركّب شخصيته،وما حقيقة الوجوه إلّا عند استقاظها من النّوم!والسؤال المألم حقّا هوكيف ترى نفسك بعيداً عن الناس؟!.
قال:نعم،هل هو كذب ونفاق،أم تجمّل؟هل هو شعور بالنقص،أم هو شعور بالتفوّق؟ أم هو وباء أصاب الجميع في زمن التّفاهة؟ولكن هل حقا يخفي القناع حقيقة الإنسان؟! ماذا لو نظر الإنسان إلى مرآته بدون قناع ؟ لتقول له من أنت؟!،ماذا لو سقطت الأقنعة لتبلى السّرائر ويصبح الكلّ مكشوفا أمام الكلّ!...
****************************
**** معز ماني التونسي ****
📷
11Toutes les réactions :