(الفجر الخذول)*
ليلٌ من الأُمنيات يطول
والوهم يُغري فيَّـا الفُضُـول
فأقطفُ الأنجم في خاطري
كما تُقطفُ سُنبُلات الحُقول
أُطعمُها مُـهجة الحائرين
قبل اليُنُوع وقبل الذُّبول
أعصرُ من صدى الصمت نخبا
أحسُوهُ في مهرجان الذُّهُول
وأُعانق مأساة صحوي في ثملتي
وفي الصحو أُكوى بنار الثُّمُول
في شُرفِ القلب تغفو ا لمآسي
تنحت ذكرى لها لا تزول
أنتظرُ الفجر سُدى لا يجئ
أو يأتي وئيد الخُطى كالكسُول
ويُصافح ما تبقى من خُيُوط الظَّلام
عن دحرها عاجزاً أو خجُـول
ناشدتُه الله ألا يكُن خاذلي
فكم قد خُدعنا بفجرٍ خذول
إذ يلُـوحُ لهُ في مدى الأفق شُعاعا
ويرتدُ ليلاً غيهبيُ السُّـدُول
وتُمسخُّ عصافيرُهُ الوادعات
خفافيش للحرب تقرع طُـبُول
فلا احتفظنا بليل الأماني
ولا للضُـحى استطعنا الوصُـول
بنينا من الجهل جسراً خُـرافي
أوصلنا الجسر درباً جهُـول
كان خلافـُنا حول الفُـرُوع
فأمسى خلافـاً يمُـسُّ الأُصول
*فارس العرسوم