شعور ذو مسغبة..
________________________
مساء الضَّير صديقي الغياب..
جاثٍ على صهوة تكراركَ القهري،
حيث الفراغ،
رشفةٌ للدجى..
في العدم المكتظِ بالحرف والجرح..
لا صوت لقلبي..
كصياحِ العابرين،
في الصحراء اليانعة..
لا نغم يسافر نحو أذني..
سوى تأوهات الجدران،
التي سبرت أغوار غرف الروح..
بعد الآن..
لا انتظار أنتظره..
يد الغياب تَقُد قميصي اليوسفيَّ السقيم..
من كل المدارك،
والمدارات القَصيّة..
كم شعورا ذا مَسغبة،
عن السِّكَّة، أماطنا..
كم كمدا بَرقَعَنا بالصقيع..
ونحن نرسم المأساة..
نداعب خطوطها الثَخينة والعسيفة..
نواسي آثار أناملنا..
وللغيوم المتصدعة، نُرَكِّب أفواها..
نفعل.. ونفعل..
والأمنية تتلألأ بالخفاء والتشفير كالإله..
يُزَمِّلها الأثير بصهيله الأخَّاذ..
وأبقى..
جسدا.. يرصف النظرات المبعثرة..
وروحا.. تسبح في نهر ماورائي..
على دندنة ساعات الله المنفيّة..
يحضر الغياب،
نتسامر، نحتسي القهوة..
نبكي، نضحك..
ضحكات ببُروقِ مرارة،
نبتلع الوقت،
وأعقاب الحنين..
دخانٌ يسقي ضَمأ السماء..
وضِيائه في فم الغَلَسِ آسِن...!
محمد ضياء رميدة / تونس
سبتمبر 2023