الاختيار. الكاتب محمدعلي كاظم
أصنع لنفسك وقاراً وادرك أنك المختارُ
واجعل لارضك مستقراً فما اكثر الاعمارُ !
تناديك من وراء سترِها وقلبها معيارُ
تجود النفس عنها خجلاً وفراراً .
أنا الذي مانكست يوماً لها رأسي
شامخاً اغدو الباسلُ المغوارُ
تخيرني أحيانا بالقرب فأحتارُ
صدى روحي يعاتبني بالاختيارِ
كم سهم لها في الاعماقِ مسكنه
وكم هجراً لها أوحش الدارا
عينياك لي أكبرُ مصيدةً
فتهيم النفس بها وتخلق الاعذارُ
مضت سنين على هجرك فلا
مر طيفك ولا عنك اسمعُ الاخبارُ
مازلتِ على العهد الذي بيننا
أم زاغت بعينكِ عني الابصارُ
كم حديث منك زمانا سمعتهُ
وكم كلام كان ملئوه الافكارُ
نعاتب الايام أم نعاتب أرواحنا ؟
وننعى بليلٍ دياراً حلها القفارُ
أجود بالنفسِ وهي غاويةٌ
خالها من كانت هي الانوارُ
مضينا وكل لايعرف طريقهُ
وتمر بنا شذرات من الاسحارِ
لبست السواد وصرت به متوشحاً
لحبيب قد غادر القلبَ والديارُ
عينٌ بعينكِ وأن لاذت عينكِ
من خلف الجدارِ
فأني باقٍ على حبي مهما كان الاختيار