#قيود_فارغة
أقول لك : علمني ما لم أعلمه منذ ارتمى ناظري بعينيك ، علمني كيف أقتلع جذور الحب والمودة التي أوهمت نفسي بها فأي محبة وأي شوقٍ يطير سراباً برمشة عين ؟
كيف لخطأ صغير يسبق كل الأخطاء الكبيرة التي مضت وينهي ما توقعنا أن ينتهي يوماً.
علمني كيف ألوح وداعاً لطيفك الشرير ووعودك الكاذبة دون عودة فإن الفؤاد قد امتلأ سيوف من نار لكن ليست السيوف من قتلتني لكن قتلني من رماها إلي .
علمني كيف أغدو أياماً دون حنين دون سهر دون رجفة يد ورجفة قلب دمي سهراً ودون دمعة غالية ذرفت برخصٍ ودون صداع يشوش داخل رأسي ، دون هالات من تعب تحط تحت عيني ودون جسدٍ بارد يشعر كأنه ببراد موتى .
علمني كيف أمنع نفسي عنك وأنا من منعت نفسي عن من سبقوك يوماً ليكونوا في المقدمة أما أنت كنت كوسطية الأشياء واقف في المنتصف تشردني تدمرنني تقطع روحي إرباً إرباً تشنقني في منتصف الأشياء تحرقني ببرودة المشاعر تدفنني حيةً إن استطعت.
أشعر أنني حفرت قبري بيدي دون قصد ، أشعر أن الحب انتهى منذ آلاف السنين والحنين انتهى وتلاشى كما تتلاشى الشمس في الغيوم والمودة اختفت كأنها لم تكن يوماً والشوق هاجر مع أسراب الطيور وحط بوطن غير وطنه.
أنا من جعلت من نفسي وطناً عندما رفضتك الأوطان من حولك، أنا من جعلت من يداي سريراً آمناً تريح به جسدك المتعب من الحياة ، أنا من جعلت من عيناي مجرة أخرى ترى بها الدنيا بما فيها وجعلت من قلبي مكاناً آمناً تعود إليه كل مساء لتنسى تعب وضجيج نهار الحياة.
هنا لم يعد لديك مأوى يحتويك بأخطائك التي لا تعد ولم يعد لديك قلباً رفض الجميع وتقبلك أنت وهنا ستندم على حب حقيقي أضعته بيدك أنت وتحصد ما زرعته يداك التي أفلتت يدي وهنا ستقف على حافة النهاية ترى بعينيك ماذا أضعت فلم يعد لديك لا قلباً لا وطناً لا حباً لا أماناً وستبقى لاجئاً مشرداً لأن لا أحد سيتقبلك بنقصك أنت ولا وطناً يحتضنك مثلي أنا♡
#ماري_ميخائيل