ولا زلت أبحث عنك
عجبا كيف تبحث عيني عنك و أنت فيها
و تسأل عنك حروفي و أنت قوافيها
و يناديك فؤادي و أنت نبضه و معانيه
اليك ابعت همسا يعتصره الليل مني
و أرقب فجرا منك يرهف مسامعي
مرارة البعد تسرق النوم من جفوني
و خيوط الهجرظلما تقض مضاجعي
أرى ثواني الليل تأخذ عمري مني
على وسادتي ترسم خريطة مدامعي
أضناني الشوق و زاد فوق الأشواق
لهيب الهجر و غياب طيفك عن عيني
من كثرة شوقي و لوعتي و هيامي
أعود لأشم عطر ما خطته أصابعي
عسى أرى طيفك بين السطور و أرتوي
يناديك الفؤاد صبابة ليتك له تسمعي
لست أدري سبب امثتالي و خضوعي
يا مالكة الفؤاد لم يترك حبك في جسدي
سوى نبض يرتل ما تبقى من مواجعي
جفت ينابيع الحب و اختل فيه توازني
أعزي نفسي بنفسي فهل تكفيك مدامعي
ألم تعاهديني يوما على الصدق و الوفا؟
و أنك للفراق مهما كان لن تخضعي
كيف خلعت عنك لباس العهد و الصفا
و لبست ثوب الهجر و الجفا
طويت صفحة نسيت أنك فيها مرجعي
أراني اليوم طريح المرارة و النوى
ميؤوس و لهيب الشوق يكوي أضلعي
لن أعاتبك و لن ألوم قلبا كان يوما لي
جفاني بقسوة و الجفا ليس من طبائعي
لو كنت تعلمي مقدار حبي لك و هيامي
ما تماديت في الهجر و نسيت تضرعي
اذا عز اللقاء بيننا وتعذر الوصال فانني
أسامحك مهما تكسر القلب و سالت أدمعي
لن أعاتبك لن ألومك و لن أشكو جراحي
سامحت جرحك و غيابك و تقصيرك
و أترك للزمان وحده قسوة أيامي ربما
تصيبك سهام الشوق منه مثلي و ترجعي
فلا أمل في الحياة لي و طيفك غائب
و لا لقاء أترجاه منك ما دمت تتمنعي
لكن ما أخاف عليه منك يا توأمة روحي
أن تبحثي يوما عن قلب كنت فيه تتربعي
تبحثين عنه بين أرصفة الحلم و الذكرى
بين ليالي الألم و الشهقة و نزيف العمر
لن تجدي سوى صدى الأيام على الرفوف
حينها اعلمي سيدتي يقينا و لا تجزعي
أنك ارتكبت جرما محرما في عرف الهوى
و أنك وحدك كنت سبب قتلي و مصرعي
ادريس العمراني