صورة تدمي القلوب
الشاعر : ميشيل رزق الله
طفل يجلس أمام جثة أبيه
يصرخ .. يبكيه
الرعب يسكنه ويضنيه
ينزف ويناديه :
- أبي .. أبي
لعل روح أبيه يأتيه
الحطام المتناثر حوله صامت
والناجون
منهم من ينزفون
وجثث آلموتى في العراء
في عداد الشهداء
بلا غطاء
والبعض تحت الأنقاض
مات معهم للحياة رجاء
أطفال وعجائز
سيِّدات ليس لصراخهن حاجز
ويحاول البعض إبعاد الطفل
من أمام أبيه
يقاوم ويصرخ : دعوني .. دعوني
أبي لم يمت !!
أبي .. أبي
ومن - في أحزانه - يقدر أن يواسيه ؟!!
الكل مكلوم
يبكي على أطلال مبانيه
على مستقبله وماضيه
من يرأف
على شعب ينزف؟!
دُمِّرت له المشافي
من يُعزّيه ؟!
تصلَّف العدو الغازي
وحكامه الجُناه
والشعب الأعزل
أي جرم جناه
حتى يُدميه ؟!
الطفل أمام جثة أبيه
يستعطفه .. يناجيه
- أبي .. أبي
ويلفظ الطفل البريء أنفاسه الأخيرة
ويموت أمام جثة أبيه
شهيدان من غزّة
فارقا روحيهما أرض العِزّة
إستقرّا في رحاب الله
معه عادا إلى الحياة
الخزي لإنسانية اليوم
والعار لإنسان جبان
قاتل السلام بالظلم
عاد الخوف يزلزل الأوطان
انتفضي أيتها الشعوب
على غباء الحكّام
يدفعون الحياة للغروب
جبناء الحكّام
يجرحون الأيام
إنتفضي أيتها الشعوب
فلسطين في مهب الريح
تتمزق من أجلها القلوب
وليس لها مُخلّصٌ مسيح !!