*رسالة من قرطاج إلى القدس*
إليكِ من قرطاجَ
مدينتي الحبيبة
يا زهرةَ المدائنِ
يا قدسَنا العتيقة
تحيّةً زكيّةً
و وردة ندِيّة
و قُبلةً عميقة
***************
لا تحزني..
لا تفزعي يا أولى القبلتين
يا قدسنا الحبيبة
لا تقلقي..
لا تجزعي يا أختَ الحرمين
يا قدسنا السّليبة
ستزُولً بإذن اللّه الغُمّة
وتستفيق الأمّة
ولن تبقَيْ أبدَ الدهر وحيدةً غريبة
سيخرجُ من رَحمِ
كُلِّ أمٍّ فلسطينيّةٍ
ووالدةٍ عربيّةٍ وإسلاميّة
رجالٌ أشاوِسُ أشدّاء
يؤمنون بعدالةِ القضيّة
و أنّ القدسَ عاصمةٌ أبديّة
للدّولةِ الفلسطينية
***************
قريبا سينبلجُ صُبحُكِ
و يَغمُرُ الكَوْنَ ضِياك
و يَعُمّ النّورُ و البِشرُ مُحَيّاك
فابتسمي و لا تخجلي
فالأفراحُ و المسرّاتُ قادمة
ستنطلق الزّغاريدُ من الألسُنِ عالية
و تنتشر الأفراحُ في المُدُن والبادية
سترقص الطّيور في الفضاء شادية
و تُصفّق الفراشاتُ بأجنحتها الزّاهية
ستُقرَعُ أجراسُ الكنائس
و يرتفع الآذانُ من المساجد
ستُطبَخُ الولائِم
و تُنصَب الموائد...
ألم يَعِدنا الحَق
و وَعدُهُ حقّ؟!
ألم يَعِدنا العليُّ المُقتدر
بأنّنا في النّهايةِ سننتصر؟!
حَقًّا سننتصر
و سنُصلّي بإذنِ أَحَدٍ أحد
في المسجد الأقصى المُبارَك
و لن يَصُدَّنا هذه المرّة أحد
وستصدَحُ الحناجرُ بالحقِّ منادية
:ليَصِلَ صداها إلى الدّولِ المُعادية
القدسُ مدينةٌ عربية
و عاصمةً أبديةً
للدّولةِ الفلسطينية
و ستظلُّ أبدَ الدّهرِ حرّةً أبيّةً
على الأعداءِ عَصِيّة
كمال العرفاوي
تونس