عفوا
سوف أعلن الحداد
وأهجر الشعر قليلا
فالظلم قد طغى
وزاد
لا جدوى من الكلام
كفى ما قيلا
سوف أهيم على وجهى
في الفيافي
بلا مأوى ولا زاد
وأتبتل إلى ربي
تبتيلا
سأدعوه جهرا
وسرا
نهارا
وليلا طويلا
سأوجه وجهي
قبلة الأقصى
وأمني نفسي
أن أشد إليه الرحيلا
لن أقول يانفس مهلا
بل أقول صبرا جميلا
يا قدس عذرا
فالقلب يسكنه حزنا
وهما ثقيلا
كم من عابد في محرابك
أرداه رصاص الغدر
قتيلا
وكم من حر
كبلوه بقيود الأسر
تكبيلا
وكم من طفل
بات يحلم بوطن
فصحا من نومه
ورأى وطنه
كثيبا مهيلا
أحكموا عليه الحصار
حتي صار
من الجوع هزيلا
ألحقوا به الدمار
وقتلوه تقتيلا
حل بغزة الخراب
ونكلوا بأهلها تنكيلا
والعالم بأسره
يقف مكتوف الأيدي
فاغر الفاه
عاجزا وذليلا
منهم المتواطىء
وهم كثر
والمتعاطف منهم
قليلا
لك الله
يا غزة
هو خير حافظا
ونعم الوكيلا
وكم من ظالم
طغى وتجبر
فأخذه الله
أخذا وبيلا
أقرأوا التاريخ
ستجدوا فيه الدليلا
أين فرعون
أين قارون
أين هامان
أين هولاكو
أين جنكيز خان
أين ريتشارد قلب الأسد
وغيره من أمراء الصليب
والفرسان
أين شارون
وموشي ديان
كلهم في مزبلة التاريخ
طواهم النسيان
ويبقى القدس شامخ
عالى البنيان
وتبقى غزة
للصمود عنوان
ويبقى شعبها
حرا أصيلا
أحمد السعيد الفقي مصر