(( ذراع المنجل ))
من البحر الكامل
بقلمي :سليم بابللي
==============
ليلُ الخِماصِ لأُمَّةٍ لا ينجلي
إلّا إذا هَزّت ذِراعَ المِنجَلِ
زرعٌ تدانتْ للقطافِ غِلالُهُ
لا يُترَكَنَّ بِظِلِّ زَندٍ أوجَلِ
وإذا تَهاونَ في النُّهوضِ جُناتُها
فالغيرُ في خَطفِ القطوفِ بأعجَلِ
العزمُ عنوانُ المفازَةِ بالجنى
و الخُسرُ ثوبٌ حاقَ كُلَّ مُؤجَّلِ
و الفاتِكُ المِقدامُ يعتَصِرُ المُنى
من جوفِ صَلدٍ أو براثِن نهشَلِ
البُرُّ و البركاتُ في دارٍ نمَت
و أُهَيلَها في ذُلِّ فَقرٍ أهجَلِ
إن كانَ وهنُ العاجِزينَ مُبَرّراً
للعزمِ في الأقدارِ وقعُ الفيصَلِ
ما كان في المَكنونِ مِنْ إنتاجِها
خيرٌ لها مِنْ ضِعفِ ضِعفِ مُسَجَّلِ
يا أُمّةً عَجِبَ الزمانُ لِعجزِها
عن أيِّ جُرمٍ في المَهانةِ تبتلي
فيكِ السُّهولُ و فيكِ آسادُ الشرى
و فطاحِلُ الأسبابِ في أن تعتلي
عرشَ الزِّراعةِ و الصناعَةِ و الدَّها
لِتعودَ أيّامُ الزَّمانِ الأوّلِ
ما مِنْ جَوادٍ ظافِرٍ إلّا كَبا
في غابِراتٍ أَنْحُسٍ لا تخجلي
أَقدارُنا في باطِن الكفِّ انطوَتْ
في قَيْدِ فِعلٍ لا خطوطَ المَجهَلِ
تتشابَهُ الوقفاتُ في أشكالِها
و الفرقُ في مُتَرَجِّلٍ و مُرَجَّلِ
القوتُ و الياقوتُ في أكنافِهِم
و الحُلمُ و السلوى و نارُ المِرجَلِ
لولا ثِمارٌ مِنْ رُبوعِ بلادِنا
ما أُنْجِزتْ أغراضُهُم في مَعمَلِ
فجرٌ تَمطّى للنجاحِ عُزومَهُ
ما نالَ حظّاً في طُموحٍ أَعزلِ
و إذا تهاوت للشّقاءِ خيوطُهُ
ما ضاعَ إلّا في سبيلٍ مُهمَلِ
النّارُ تبقى ما بقتْ في قضمِها
و عيونُها سَدَّت سبيلَ المَنهَلِ
ما كانَ للغيلانِ مِنْ مُتَمَكَّنٍ
لولا أصابت في خُفَيرٍ أَهزَلِ
بعضُ النُّفوسِ لِطبعِها مَيّالةً
تنحازُ للظُّلّامِ عن حَقٍّ جَلي
الوهنُ يتبعُ ظِلَّهُ في ذِلَّةٍ
فِكْرٌ تَشَتَّتَ في رِحابِ الهَوجَلِ
أيدي الحفاةَ هي التي حاكت له
لا فضلَ في ذاكَ الهوانُ لِمِغزَلِ
لو سارَ أو سِرنا بنَحوٍ نَيِّرٍ
لَمضى بِنا في مُطلَقٍ للأفضَلِ
سليم عبدالله بابللي