رماد الشوق
في قعرِ مِحْبَرَتي أهات عالقة؛ ونحيبُ الليالي الفائتاتِ، ورسمهم.!!!
وأَتيهُ بين أمسِ كان حُضورهَم يملأُ سطوري.!!! واليوم غَرِقَتْ كَلماتي في مِحْبَرَتي!!! فما عاد لنبضِهم إلا أنينُ الحروفِ المتصاعدة، وعويلُ الكلماتِ.
فقمقمُ الذِّكرياتِ الذي زُجَّ به في قعرِ محبرتي مُحكمُ الأغلاق!!!فقد أُحْكِمَ القَفْل وربُطَ حولَ فُوَهَتِهِ آهات صامتة،فأي تعويذةٍ سَتُخرجُ كَلِماتي؟وكم من قتيلٍ سَينحرُ على مشارفِ الشوقِ؟!!! لِتُحلَ لعنةُ المارد عن قُمقمِ الأحزانِ هذا ؟وأي تلاوةٍ ستعيدُ لي ابتسامة غَرقتْ عند شواطئِ الألم ؟وتَدَحرجتْ بين مدٍ وجزر، حتى اختارت القاع.!!!
قالتْ لي العرافةُ يوماً أن طريقي مَسدودَة!!!!وذلك الشَّاطىء البعيد اسْتَولى عليه مَليكُ الجان.ثم أدرجت الحديث بدمعة جارحة؛ حيث قالت- إن الحبَ الذي أنتظره مسجونٌ في بحرٍ لُجي، وأنه محاطٌ بمحبرتك السوداء.
عرافتي في سنيني الأتية أَلمَحتْ إليَّ بأن قارءةَ الفنجان تلك قد ماتت.وأن الأمل يحبو اليَّ زاحفاً على رماد الذكريات.
فأيهما أُصدق؟!! وهل أكسر محبرتي لأسمحَ للكلماتِ بالإنطلاق؟!!
كريمة جبريل