قصاصاتٌ شعرية 176
لا شيءَ يُكمِلُ فرحةَ الأشجارِ غيرُ ...
بناءِ عُشٍّ فوقَها كالتاجِ
_
إذا حلَّ فصلُ البرْدِ حلَّتْ طناجري
وتسخينُ ماءٍ في الدجى لِتظاهُري
فذا أو بقائي مُقلَقَ النفسِ للضُّحى
وشتمي وُلاةَ النفطِ مِلْءَ حناجري
_
ربٍّ أفرغْ على فؤادِ فقيدِ الٱبنِ ...
والروحِ منكَ صبراً جميلا
أرِهِ ربِّ في الجنانِ ٱبنَهُ مع
صفوةِ الرُّسْلِ والملاكِ نزيلا
_
شاعرٌ فاقدٌ لذاكرةٍ يُمسِكُ ...
حرفٌ يديْهِ نحوَ القوافي
ظلَّ للشعرِ ناظِماً من سرابِ الأمسِ....
في صورةِ الخيالِ الصافي
_
دمعةً... وردةً مَررْنا سنينا
ورفعنا إلى السماءِ جبينا
نحنُ في مُفرداتِ عمْرٍ مضى لم
يمضِ روحاً يظلُّ يحيا فينا
_
وردة
ازرعيها على ضريحي إذا متُّ ..
أنا سوفَ أزرعُ الرعبَ فيهمْ
سيتيهونَ في الفلا مرةً أخرى ...
جزاءً بما سعتْ أيديهمْ
_
سبقتْهُ إلى الجنانِ دُخولاً
ساقُهُ بعدَ بتْرِها في الحربِ
ونمتْ مثلَ نخلةٍ وَهْيَ تهمي
رُطَباً من سنا عطاءِ الربِّ
عندَما نالَ جنتيهِ رأتُهُ
ودنتْ منهُ عودةً للقلبِ
_
وباليَمنِ الأعلى زرعتُ أضالعي
و روحي وأقدامي وكلَّ مفاصلي
تعلمتُ كيفَ الشمسُ تبني سماءَها
على دربِهم للنجمِ أرقى بكاحلي
يردُّونَ نارَ الصاعِ صاعينِ وَفْرَةً
وليسُ لهم بالحقِّ أيُّ تَنازُلِ
_
الأخطرُ في الأحمر
ستثُمِرُ في زهرِ الدماءِ لواقِحُهْ
وتَنْفِرُ للحقِّ المبينِ جوارحُهْ
إذا فارَ تَنورُ الخضيبِ على الثرى
تعالتْ بأُفْقِ الخالدينَ روائحُهْ
ولليمنيِّ الحُرِّ قُدرةُ خارِقٍ
فمن جُغرَفيِّ الأرضِ صِيغتْ ملامِحُةْ
تضاريسُ وِديانٍ... جبالٍ إلى السما
وشُطآنُ بحرٍ بالهديرِ تُصافحُهْ
لبلقيسَ صرحٌ بالنجومِ مُعَمَّرٌ
وهُدهُدُ شمسٍ لا تُقصُّ جوانِحُهْ
تحيَّرَ مَن يغزوهُ مِنْ أينَ بابُهُ
ومِنْ أبهرِ الشِريانِ عندي مفاتِحُهْ
فيا صُحبَةَ الأنقى تُوَثِقُني العُرَّى
ومَن كنتُ في ودِّ الرغيفِ أُمالِحُه
لنا فُلْكُ من رامَ الخلودَ شهادةً
وظلَّ بأمواجِ الدماءِ يُسابِحُهْ
قوافلُنا للمجدِ نمشي بنورِها
وحسْرةُ من لم يُدرِكِ الفتحَ نابِحُهْ
سكبْتُ مِدادي باليراعِ قوافياً
وبالسِرِّ ما بينَ الضلوعِ أُفاتِحُهْ
_
وخيرٌ لهم ضربُ الكبيرِ ورأسِهُ
هنالِكَ من صَفْعِ الصغيرِ على القفا
رددْتُم على العدوانِ دونَ ترَدُّدٍ
وللقلبِ نارٌ في ضلوعيَ تُشتفى
_
وإنْ تتولَّوا يُبْدِلِ اللهُ غيرَكم
عِباداً هُمُ أدنى إليهِ وأقربُ
ف* مَنْدَيلَ مِن تحتَ الثرى مدَّ كفًَهُ
وللحُرِّ بعدَ الموتِ روحٌ تُخَصَّبُ
_
مئةٌ مرَّ يومُها ما ٱستطعتُم
فكَّ أسْرٍ ولا غلبتُم رهطي
ارحلوا ما لكم بقاءٌ بأرضي
علِّقوها بأُذْنِكم كالقُرطِ
ما أُحيلى رحيلَكم كأُوَزٍّ
ينزلُ الماءَ أو كفرخِ البطِّ !
_
محمد علي الشعار
17/1/2024