[[رحلة الروح]]
في دهر الحياة،
أمام حقيقة الحياة القصيرة والرحيل المحتوم،
ندرك أننا زوار على بساطها
أرواحنا كضيوف عابرة
مسافرة في سفر لا عودة له،
على الرغم من أننا نعيش ونتنفس،
إلا أن الوعي بأن الرحيل ينتظرنا في نهاية هذه الرحلة يجعلنا نتأمل في عمق ماهية الحياة
شيء غريب أن ندرك أن الأرواح التي تسكن أجسادنا ليست تابعة لنا
تأتي وتغادر مهما كانت الظروف والأوقات
تاركة خلفها أثر الزمان الجارف.
في يومٍ من الأيام ستودعنا،
مخلفة أجسادنا للنسيان والغياب
رغم احتلالها لأجسادنا الضعيفة،
لكنها ليست ملكاً لنا، بل ضيفة عابرة
تأخذ معها كل شيء يحمل توقيع الحياة،
يمضي الزمن بخطى ثقيلة وثابتة،
ونحن نمشي في طريق الوداع المحتوم.
الوداع ليس نهاية بل بداية جديدة،
رحيل الأرواح يحمل في طياته الأمل.
فقد تكون الرحلة لغزاً لا نفهمه الآن،
في هذا الكون الواسع الذي يدور،
نحن ضيوف مرور في فناء الزمان.
فقدرة الأرواح على ترك كل شيء وراءها،
تعلمنا أن القيمة الحقيقية في اللحظة الحاضرة.
لنملأ قلوبنا بالحب والعطاء،
حتى وإن رحلت الأرواح، يظل تأثيرنا حيا
ونعيش بوعي وتقدير كل يوم كما لو كان آخر يوم في حياتنا
فالحياة مسرح لأجيال تتعاقب،
والرحيل المحتوم ليس إلا مرحلة الاستعداد
للرحيل بسلام ورضا، على أمل أن نلتقي مرة أخرى في عالم آخر.
سعدية.عادل
23/02/2024