«(:)»مجالس القاضي الرمضانية«(:)»
المجلس الحادي والعشرون
إدارة : د/علوى القاضى.
... في بداية المجلس سألني أحد الأحباب (أنا دائما عندي فتور في العبادة كلما تقربت إلى الله إنتكست مرة أخرى ، رغم أننى أحب ربى وأرغب أن أتقرب منه ماذا أفعل ؟!)
... وبعد حمد الله والثناء عليه بإسمه المعبود الصمد ، والصلاة والسلام على نبيه ، وتوحيد القصد لله ، والدعاء بالتوفيق ، أجبته بما من الله به علي قلت :
... أخى الكريم لاتترك سترة العبادة وإن كانت مرقعة
... فالإمام الشافعي (رحمه الله) كان يقول (سيروا إلى الله عرجى ومكاسير ولاتنتظروا الصحة فإن إنتظار الصحة بطالة) ، المعنى لهذا الكلام ، أنك لوأحسست وأنت تسير وعبادتك مليئة بالمطبات وبعدم وجود روح في العبادة ، أو أن هناك تقطيع أوملل من العبادة أوثقل على النفس اِبقَ متمسكاً في أستار الإستمرار حتى تنال الرحمة ، إسقط وأكمل ، وأنت تعلم إنك أضعف من أن تُكمل ، فربنا جلَّ وعلا يقول (والذين جاهَدُوا فِينا لنَهدِينهُم سُبلَنا) فأكمل طريقك إلى الله حتى لو زحفاً
... وإن كنت مُقصّرا في الصلاة ، صلِّ حتى رغم التقصير ، لكن لاتقطعها واجتهد ، وأنت ياأختى الكريمة إن كان حجابكِ ليس كاملاً ، ابقِ عليه وحاولى تحسينه لكن لاتخلعيه ، تقرأ القرآن بشكل متقطع اِبقَ على ماأنت عليه لكن لاتهجره وهكذا في كل العبادات
... يقول إبن القيم رحمه الله (لا يزال المرء يعانى من الطاعة حتى يألفها ويحبها فيقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزا ، توقظه من نومه إليها ومن مجلسه إليها)
... فإياك وترك سترة العبادة مهما كانت مرقعة
... واعلم أن ربنا جل وعلا لن يتركك أبداً وسيعينك إذا رأى منك صدق الإِقبال عليه والإصرار على الطاعة
... وتذكر دائما قول الله تعالى في الحديث القدسي (ومن تقَرَّب إليَّ شِبراً تقَرَّبتُ منْه ذِراعاً ومَنْ تقَرَّب مني ذِراعاً تقَرَّبت مِنْه باعاً ومن أَتاني يَمْشِي أتَيتُهُ هرْوَلَة )
... إستمسك بالعبادة ولوكنت مقصراً ، إستعن بالله ولاتعجز ، لاتترك أبداً سترة العبادة
... اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها وأجرنا من خزى الدنيا ومن عذاب الآخرة
... وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرين عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
... ثم سألني (ولو تمسكت بسترة العبادة المرقعة كيف أعرف أن الله أحبني ؟!)
... قلت إذا أحبك الله تجد نفسك محاط بالشدائد ، مبتلي دائما ، متعب نفسيا أحيانا ، تبكي علي أتفه الأشياء ، وأحيانا أخري لاتقوي علي البكاء ، مصاب جسديا بين الحين والٱخر ، لماذا ؟!
... لأن الله يحبك ولأن الله يبتليك ليهذبك لاليعذبك
... سيدك النبي قال (مايصاب المسلم من نصب ولاوصب ولاهم ولاحزن ولاأذي ولاغم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)
... لأن الله يريد عودتك ، يريد الله سماع صوتك بالدعاء له ، يقول لك أريدك في جنتي ، إستغفر فأذهب عنك ضيقك ، صل وأنا سارفع عنك البلاء ، أدع وأنا سأتقبل ، سبح وأنا سأغفر ، أصبر واحتسب في الدنيا ومكانك في جنتي في الٱخره ، لاتشكو حالك للناس فهم يعيرون ولايغفرون والله يغفر ولايعير ، لاتغضب من حالك ابدا ، إياك والغضب في دعاء أو علي بلاء من الله لك ، ربك بيقول (فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت إذ نادي وهو مكظوم)
... وتاكد دائما أن لك مكانه خاصه عند الله ، حافظ عليها بعملك بقربك منه ولوأخطأت ارجع واستغفر تاني وتالت وعاشر وألف ، ربنا في رساله واضحه بيقولك (أن الله يحب التوابين) (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فؤلئك أتوب عليهم وانا التواب الرحيم)
... هكذا يحبك الله
... اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل شئ يوصلنا لحبك
... تحياتي ...