**أنتِ الكون**
ترحل الطيور أسرابا وفرادى
تبحث عن زمن آمن
وعشّ آمن
وبعض الحَبّ تساقط من سنبلة انكسر جيدها
وبعض الحُبّ من إلْفٍ تيمّم للصلاة بحبر وريدها
من فرط عشق جاشت مراجلي
واكتحلت بحمّى السّهاد مضاجعي
يا سيّد العشق المجلّل بقداسة النّشيد
كم طال فيك توسّلي
حتّى غدوتُ كطبل فارغ التجويف
هاجرت أجزاء منّي كمدا
وبقيت أطراف الأصابع المبتورة تنبش في الذّاكرة
تبحث عن ملامح عاشق وَلِهٍ فقَدَ الذّاكرة
وفي الجرح العميق تورّدت وجنتاها
ولم يبق من تراتيل العشق إلاّ صداها
فمن يحملني إلى ثغور مداها؟
أيمكن أن تغرب شمسي في ضحاها؟
مالكِ صرتِ كَمْهَاءَ؟
بل صمّاء لا تسمع صرير قلبي وصلصلة الأمعاء
سيّدة العشق الأزرق السّماويّ
حرّري الشّوق المغدور فيّ
وارسمي في وجه الشّمس لوحتي الشّتوية
بتّكي جذعي الممتدّ في عمقي
واصلبي الأحرف العرجاء في نظمي
سيّدة العشق الأبديّ
لست مفتونا بجمال الحسان
ولا بعبقريّة ما ترسمه ريشة فنّان
ولا بصدح أعذب النّوت والألحان
أنا مجنون فقط بلهيب عينيكِ
لم يصمد أمام سحرهما لا إنس ولا جان
أنت مبادئي وأسرار القضيّة
قوّست ظهري
وأنبتت قدميّ مسامير في الصّخر
ولكنّك جميلة بحجم الكون
بقلم: عبد الستار الخديمي - تونس