مشاركتي في بوح الصورة عن الشجرة بمناسبة حرق الغابات والمزارع في بلدنا العام الماضي .. وقد شبّهت الشجرة بالمرأة والقصيدة بعنوان :
..*(( فَاتَّعظْ ياأيها الإنسان ))*..
إنني المرأةُ .. كلُ الكَونِ يدري
إنني الخيرُ بأقداسٍ وطُهرِ
قد زرعتُ الأرضَ آمالاً وحبّاً
ورويتُ الحبَّ من أطيابِ نهري
كانتِ الزهراءُ أنثى والبتولُ
ثمّ عفراءٌ ولبنى منذُ دهرِ
وكذا الخنساءُ يحكي الدهرُ عنها
ثم يروي قصصَ الماضي بِفخرِ
وأنا بنتٌ وأختٌ ثمّ أُمٌّ
وأنا الزوجةُ في يُسرٍ وعُسرِ
إنني الأنثى كأشجارِ الفيافي
بِعطاءٍ وظِلالٍ .. أو بِسترِ
فإذا أحرقتُمُ غابي وسهلي
سوف أنمو .. ثابتٌ في الأرضِ جذري
أيها الأشرارُ هذا فعلُ سوءٍ
سوف تُجزَونَ بسوءٍ وبِشرِّ
فدَعوني حرَّةً في كلِّ أمرِ
أستَقي خيراً وأعطي كلَّ خيرِ
قد صبرتُ العمرَ طَيّاً وظماءً
وأذاقتْني حياتي كلَّ قهرِ
والأسى كانَ رفيقي في دروبي
وتحمَّلتُ الضنى شهراً بشهرِ
قد كواني ظلمُ أهلي بِجمارٍ
وأخي يمسكُ أسراري وأمري
ثم صرتُ الأمَةَ الأولى لزوجي
ولِأولادي بلا إذنٍ وعُذرِ
فَذوتْ كلُّ جذوري واضمحلَّتْ
كلُّ أغصاني وأوراقي وزهري
فَاتَّعِظ ياأيها الإنسانُ وارأَفْ
واسقِني ماءَ الحيا بالنسغِ يسري
إنني قد كنتُ نهراً سلسبيلا
وسقى مائي فيافيكم بِيُسرِ
((فاسقِنيها بِأبي أنتَ وأُمّي ))
لِيعُد بِشْري وآمالي وخيري
**** * **** * ****
أمل أسعد ليلى ( أم هزار )