ِإنْ خَلَتْ الدِّيار...
*******
إِنْ خَلَتْ الدِّيارُ فَسَوفَ تَخْلُو
قُلُوبُ الناسِ مِنْ عِشْقِ الدِّيارِ
وَلَا تَحلُو الدِّيارُ سِوى بِأَهلٍ
أَنَاروا الدنيا زَهْوَاً كَالدَّرَارى
فَحُسْنُ الطَّبعِ فى الجِيرانِ فَضْلٌ
كَفَضْلِ الظِّلِّ فى نَخْلِ الصَّحَاري
وَأُنسُ المَرئِ بِالِإخْوانِ فَوزٌ
عَزيزٌ لا يُقَدَّرُ بِالدِّيَنَارِ
وسُقْيَا الماءِ لِلأَغصانِ يُحيى
فما جَدوَاهُ فى الأرضِ البَوَارِ؟
ولو نالَ الفَتَى مُلَْكاً وَمَالاً
فلا يُغنِيهِ عن شَمسِ النَّهَارِ
مَقَامُ الحَىّ بِالسَّكان يَعلو
وَقد يَدنَو إلى أََدنى اعتِبَارِ
كَأَنَّ الناسَ للجيرانِ يَشْرُوا
فَإِِنْ رَاقُوا هُدُوا لِلإخْتِيَارِ
وَبُغْضُ الناسِ لا يَعلُوهُ بُغْضٌ
كَبُغْضِ العَيْشِ قُرباً مِن شِرَارِ
وَيَفْنَى الناسُ بَعدَ العَيْشِ حِينَاً
وَيَبْقَى الذِّكْرُ حَيَّاً بِالخِيَارِ
قُبُورُ الناسِ حَتمَاً سَاكِنُوها
وَتَخْلُو الدُّورُ مِنْ بَعدِ العَمَارِ
فَلا تَلْهُو وَتَنْسَى ذا المآلِ
فَأُخْرَانا لِخُلْدٍ أَوْ لِنَارِ
*************
بقلمى/تامرأحمدالبيلى