الاثنين، 29 أبريل 2024

Hiamemaloha

الوعد للشاعر محمد حسام الدين دويدري

 الوعد

محمد حسام الدين دويدري

ــــــــــ

   قالتْ وقَدْ أَزْرَى بِها البُعْدُ

 ما بالُها الأيامُ تَشْتَدُّ


   تَرمي إِلينا باللظى ونَرى

أَصْفادَها تَرْبُو وتَمْتَدُّ


   تَجتاحُنَا؛ في نَبْضِها صُوَرٌ

مَقْهُورَةٌ يَلهو بها الحِقْدُ


   الليل لا يُدني مَضَاجِعَنَا

حتّى يَذوبَ الجفنُ والرُشْدُ


   والنَفْسُ لا تُرْسي رَوَاحِلَها

حتّى يُلِمَّ بِسَاحِها الجَهْدُ


   بي غُصَّةٌ في القلبِ تُشْعِلُني

جَمراً ذَوى في غَيظِهِ السَعْدُ


  في كلِّ يومٍ أَصطَلي أَلَماً

يُقْوِي عِظامي ماله حَدُّ


   مالي أَيُضْني صرختي قَدَرٌ

في صَفْحَةِ التاريخِ يَرْبَدُّ


   هلْ أَصبَحَ العدوانُ مُقْتَدِرَاً

في عُمقِ حاضِرِنا له مَدُّ...؟!


  أم ذاكَ ضَعْفٌ في قبائِلِنا

يُنْبي سيوفاً مالها غِمدُ

 

   شاخَتْ على صوتِ الصَليلِ فلا

تحنانها يصحو ولا يَبدو


   بالأمس كم كانت بَشَائرها

برقاً سما في أُفقِهِ الوَجْدُ


   يَعلو صَداهُ كلّما عُقِدَتْ

نارُ الكِفاحِ وزَغْرَدَ المَجدُ


  ماذا دها الخِلانَ...؟، أينَ هُمُ...؟

لا فاسُ تسمعنا ولا نَجْدُ


   هل غادَرَ الأهلونَ مَوطنَهُمْ...؟

أينَ الوِصالُ وطعمُهُ الشَهْدُ...؟


   روح العروبة من شعائرها

سَيف الإِباءِ وحَدُّهُ الحَدُّ


   آهٍ ونارُ الصَمتِ  تَلْفَحُنا

والأُمنياتُ البِيضُ تَسْوَدُّ


   فالغادرون على  مَذابحهِمْ

والعُرْبُ  غيرَ الآهِ ما أَبْدُوا


ما خَطبهُم يلهون عن دمِنا...؟

يحلو لهم عِنْدَ العِدى القَصْدُ


   مازال فيهم مَنْ يَمُدُّ لَهُمْ

جِسرَ الوِفاقِ ونحوهم يَعدو


   يحلو لهم ما ليس في يَدِهِمْ

تُغْوِيهُمُ الأَرقامُ و القَدُّ


   ومُحَمَّدٌ في حُضْنِ والِدِهِ*

طَيْرٌ ذَبيحٌ شَاقَهُ المَهْدُ


   أَنفاسُهُ وَشْمٌ لحاضِرِنا

عَيناه بالتاريخِ تَعتَدُّ


   صوتٌ تَرامى في ضمائرِنا

يَسْتَصْرِخُ الآتي ويَرْتَدُّ


   حتّى يَصيرَ بِكَفِّنا حَجَراً

مِقْلاعُهُ الإِصْرارُ والعَهْدُ


   ها نحنُ والأيامُ تَجْمَعُنا

والبُعْدُ دونَ لِقائِنا سَدُّ


   نَرنو إِليكم عَلَّ صَرخَتَنَا

تجلو الصدى بالمُلتَقى تَغدو


   تزكي العزائم في أسِنَّتِنَا

حتى يثور الثغر و الزندُ


   قُلْتُ: اسمَعيني؛ بَعْضُ قافيتي

سُمٌّ زُعافٌ  للعِدى نِدُّ


   فالأرض في قلبي مُحصَّنَةٌ

بيني وبينَ تُرابِها وِدُّ


   وأنا على عَهْدِ الهوى ودَمي

رَهنٌ بها يحلو له الزُهدُ


   حبّ الشهادةِ من شمائلنا

وخصالنا ما فاقها عَدُّ


   بِنتَ العروبة هل ترين يدي

مغلولةً يغتالها الصَدُّ...؟!


  لا تحسبي زَنْدي وَهَتْ و نَبَتْ

ما شَابَها خَوفٌ ولا قَيدُ


   قالت: وما نفع الكلام إذا

ما استَفْحَلَ العُدوانُ والكَيد


   لن تردعَ الباغي قصائدُنا

لن يستعيدَ وجودَنا الوَرْدُ


   لن يفهموا والحقد يوقدهم

أنّا لِصَونِ تُرابِنا جُندُ


   في كلّ كفٍّ صامدٍ حجرٌ

يرمي فيالقَهم  هو الجَدُّ


   طيرٌ أبابيلٌ يرون لها

سطو السعيرِ و صوتها الرعدُ


   لن يُرْهِبوا إيماننا فلنا

عطر الشهادة في الردى وِرْدُ


   يا قدس فلتُزكي شمائلنا

في وصلِكِ الآمالُ و الحمدُ


   قد أقسمَ الأحرارُ فانتظري

فالحرُّ يصفو عنده الوعد

................

30/10/2000    

* المقصود:   الشهيد الطفل محمد الدرّة

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :