نص بعنوان / قالوا
قالوا و ادعوا
أن الربيع عاد يحبو
خرج من غيوم الشتاء
من صقيع الجليد
عادت الفراشات للظهور
عادت العصافير
و عادت الألوان
و حتى الأنغام
سمعوا أنها
تطرب أرض الجنان
نظرت في ما يقع حولي
في هذا العالم المجنون
لم أجد غير الدمار
الكثير من الغبار
و دماء تخطت حدود الديار
الموت في كل زاوية
الرمادي يزحف على الحقول
على البنيان
على الإنسان
لم تنور شجرة اللوز
أجهضت ورداتها بنادق الطغيان
سقطت الزهرات
وئدت قبل الأوان
و شجرة الرمان
و الزيتون
و حتى الزعتر
و الريحان
كلها ضاع عطرها
خنقت أنفاسها
رماد النيران
و أمي ماتزال تجمع
ماتبقى من البنيان
تنتظر فجر النصر
لتعيد ترتيب المكان
مات العيد في قلوبنا
لم نعد نحلم بالأمان
أسقطوا حمام السلام
و عقدوا مؤتمرا لحقوق الإنسان
عالمنا مقسم
لإنسان الشرق
و إنسان الغرب
بين هنا و هناك
عاد الربيع نعم
لكنه نسي أن يحمل معه
بسمة الصباح
بهجة الأفراح
فقد طغت الجراح
دفينة هي الأقراح
فلم تعد عيوننا
ترى الجمال
و لا تشعر بالأعياد
كلمات أُفرغت من معانيها
فقد عمرت المعاناة القلوب
بقلمي / سعاد شهيد