مرآتي
ما بال مرآتي
إعتراها الغموض
بالأمس
كانت مزهوّة بي
ولا ترى مثلي بالوجود
اليوم
ضعف بصرها
حتى صارت كأعمى
يتحسس بعصاه
مكان القعود
أيتها المرآة
كما أنا
ما زلت كائناً مشهود
غير أني
في حالة من الجمود
من فوضى
أربكت فيّ الردود
ما تجاهلتك عمداً
فليس من طبعي الجحود
مرآتي!
سأمسح عنك
رزاز المطر وغيم السفر
وأعيدك برّاقة
كسابق العهود
أم إنك تطمحين
للمعة عينيّ
والشعر المفرود
والشفاه الرطبه
وتوريدة الخدود
وهل لهرمٍ عجوز
كشبابه يجود
أنتِ أيضاً
كُتب عليك الرقود
بلا حراك ولا عراك
ولو مرّت عقود
وبانت على صفحتك
بعض البقع السود
وتظهرين المرء
بجمال منقوض
وكأن سحرك قد زال
ونقضتي العهود
لا تبحثي عن أحياء
تحت اللحود
لا يبق على حاله
الا الخالق المعبود
فاطمة البلطجي
لبنان /صيدا