فتكالبَ عليها الكونُ
أتعجبُ من مشيبي بعد الهجرانِ
كيف لي أن أتركَ هواك يا حلبُ ؟
و كلُّ من صادفتهم
في غربتي اعترفوا أنها لِلعلياءِ تنتسبُ
فكيفَ أُحدثكم
عن معشوقتي و ما هو اللقبُ
هي الشَّهباءُ ..،
و فيها كُرومُ الفستقِ و العنبُ
و فيها شُيِّدتِ المصانعُ و منها العزُ و الطربُ
و هواها و نسائمهُ العليلةُ تشفي فكيف تعتجبُ !!!
الطِّيِبُ في أهلها و فحواها كُتابُها و الكتبُ
كُثرٌ من كتبَ فيها و لها فتغنى بها الفرسُ و العربُ
وتكالبُ عليها الكونُ
فما نالوا من نفاقِهم إلا كذِبَهمْ و السببُ
أننا كالشهبِ للخونةِ مهما قد تآمروا
أنسيتمْ ما حصلَ لِعِدَانا و الحقبُ ؟
فلماذا نرى بعد هذا الغيابِ كيف لهث لها الغربُ ؟
في بطنها بذورَ الحبِّ
و كنوزُ عشتارٍ و أثارَ العلمُ و الأدبُ
فهل ستنفعهم آبارُ النفطِ و نِفاقُهم و الكذبُ ؟
شرقتمْ و غربتمْ
في بلادي فكيفَ كان الردُّ و الجوابُ ؟
جحافلُ غزواهُمْ
في ظنهم تشوِينا بل قُتِلتْ و هي ترتقبُ
يعتقدون أنها ستُنجبُ
لكن رؤُوسهم قد طالَها الجربُ
فما العزُّ إِلا بالعرينِ
فكيفَ ينالُ قطُّ من أسدٍ ألا يكفيَ اللقبُ
يحيى فاخوري