غُـسلٌ بـمـاء الـنـدىٰ
11 / 6 / 2020
أرأيت إن كانتِ الـنجوم تـغـرق
في بـحرٍ مترامي الأبعـاد لونه أزرق
وكلُّ مافي الكون يجري لغايتهِ
فلماذا يا حبي علىٰ حبنا دائما تقلـق
إنَّ للكـون مـدبراً يـسير أمـوره
وقـد قُـيِّض لـنـا فـي الـحيـاة زورق
يمخرعباب الزمان بخيلٍ مطهمةٍ
تـشـد ركـابـاً لـهــا الأقـدار وفـيـلـق
فـإن شاءت المقادير لـنا سعـادة
نـبـوءةُ الأقـدار فـي الـغالب أصـدق
فتفرَّدْ بالإيمان بـحبنا تـجد أنَّ
ذاك الإيمـان قـد يُزهِّـر وقـد يُتورق
فتعال نـغتسل بـندىٰ الـصبـاح
وأمواهِ البكورِ فحبنا راسخٌ لا يتمزق
ولنرسم أياقيناً علىٰ مرِّ الزمان
ولنشعل شموعاً بالحب دائمـا تَـعبَـق ونحتسي خمرة الأشواق مفعمةً
من يد خمـارٍ كل مافيها حب مـعتـق
وزق للعبير من رضابنا جمعناه
فالرضاب كالخمـرة ألـذ كلمـا يتعتـق
ومن لم يتلذذ به لايعرف طعما
للحياة فيعيش ويموت وهو أحمـق
وإن اجتمعت الـدنيا علىٰ أمـر
نريده بغير مشيئة الأقدار لايتحقـق
أفإن شئنا العبث بأقدار الحب
فـعبثا لأن قدر الـمحبين أمـر موثـق
محي الدين الحريري