الأحد، 23 يونيو 2024

Hiamemaloha

خاطرة/ عواصف في قلاع الروح للأديبة إيمان مرشد حماد

 عواصف في قلاع الروح.

لماذا تكثرُ غيوم العين وتتكاثف مع كلِّ عامٍ من اعوامنا؟ هل ترانا نحزنُ على العمر الذي مضى أم ترانا نندم على ما لم نفهمه مبكرا؟ تحاصرنا الأسئلة وتتدفق الإجابات. نحن لا نحزن عندما تنكمشُ وجوهُنا بعض الشيء، أو لأن لون الفضة أصبح يتسرب رويدا رويدا بين جدائل الليل . ولكن نحزن لَأَن كلَّ انكماشةٍ تخفي تحتَها بعضاً منْ أبجدياتِ الخذلان ، ولأن اقمارَ الليلِ تنبلجُ عن شهقةٍ بكماء سحبتْ لونَها. أحياناً أتساءلُ لماذا لا تحملُنا الأمواجُ نحوَ شاطئِ التجربةِ بلا ألم ؟ هل لأننا دفعَنا ثمن قوتِنا بعملةِ العمِر عداً ونقداً، فكانَ لا بدُ من خفقاتِ الوجعِ في القلبِ الذي يهزمُنا أحيانا في موطنِ قوة رغم تحملْ الجسد للكثيرِ والكثير ؟ أصبحتُ حقاً اعتقدُ اننا نكبرُ مع غزو الخريفِ لأرواحِنا وليس لأَجسادِنا . فمنْ قالَ ان تساقطَ أوراقِ أعمارِنا يؤلمُ كما يؤلمُ فراق من نُحب نحَو العالمِ الآخر بلا عودة. منْ قالَ ان الحزنَ يسكنُنا عندما تنفجرُ ازهارُ اللوزِ في فروةِ الرأس، فنحنُ نكبرُ مع تساقط الأشخاص من حولنا ، فنحنُ لا نكبرُ بتساقط اسنانِنا ، بل بتسربُ قطرات الشغف من إناءِ أيامنا. نكبرُ عندما لا نجدُ آذاناً صاغية رغمَ سذاجةِ الكلمات أو حين ننتظر وننتظر ولكن  لا نسمعُ كلمةً رقيقة ممن يصل حبهم حدود السماء اللازوردية. نكبرُ عندنا نفتقدُ الاهتمام ممن كرّسنا لهم أعمارنا. نكبرُ بتسلل الخريف إلى حجراتِ افئدتنا التي كانت تخفقُ بموسيقى الأمل ثم غدتْ هشةً وكأنها لا تقوى على شيءً مما كانتْ تحملهُ سابقاً. إننا فعلاً لا  نكبرُ بعدد شموع الأعوام، ولكن بما خلّفتْه الأيام من عواصف تصفرُ كالريحِ في قلاع أرواحنا. 

#بقلمي 

#إيمان_مرشد_حمّاد

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :