إلى عمال النظافة في العالم
جنديٌ مجهولٌ
غربالُ هواءِ
لوَّثهُ النطقُ الفاحشُ
ألقاهُ بصدوقٍ مكتومٍ
دونَ مُعَقِّبِ
لوَّنهُ الورقُ الملفوفُ
بأحشاءِ بقايا الحيواناتِ
الأرضُ أثيرٌ نتنٌ
قططٌ نتنفس بالقاذورات
تزري بعبيرِ إلازهار
بصفاءِ الأنهار
يأتي بصباحٍ
ومساءٍ
هذا الجنديُّ المجهولُ
ويمسحُ عن كاهلِنا الأعباءَ
يتفوَّقُ فوقَ الشُّبهاتِ
يعيا عن حِكمتِهِ الحُكماءُ
هوَ الاستثناءُ
هوَ يُرقي أصلَ الداءِ
لا يأبهُ بالرائحِ والغادي
أنْ ينظرَ
عطفاً
أو شزراً
نحوَه
لا يُشبهُ من يطربُه الإطراءُ
ويحرقهُ الذمُّ
الناسُ سواسيةْ
الأحياءُ
الأبوابُ
الميسورونَ
الفقراءُ
ماضٍ يصقلُ عيناً من رَمدٍ
يشفي صدرَ العتباتِ
يُزيِّنُ دربَ الأطفالِ
بُبُشْرٍ ساعاتِ الدرسِ
يُلمْلمُ في كَفيْهِ جراحَ الماضي
يبني املاً لخيالٍ
تُنْشدُهُ الساحاتُ الحرَّةُ
في قابلِ أيّامٍ حرّة
النظرُ نحوكَ
يا ذا الجاهِ العالي
سَيعودُ مَحَبَّة
فشقاؤك تاجٌ يَلبَسُهُ
كلُّ أصحّاءِ العالمِ
مهما تزرعُ من شجرٍ تَجْني
ثمراً مِنْ جُهدِكَ
ليسَ يُعوِّضهُ ما قدَّمتَ
لتلكَ التربةِ من عَرَقٍ فيهِ
سقيتَ ثراها
د. محفوظ فرج المدلل