... مَاوَردُ سُـورِيّا ...
تَـولَّـى القَـلْـبُ أطولَـهُـنَّ عُـودا تَـشَنْـشَـلَ يا لِمُـصبِحِها وُرودا
تحامَـتْ مِنْ يَـدِيْ بِـيَـدَيِّ رَنْـدٍ مـعـاصِـمُـهـا مُـذَهَّـبـةٌ قُـيـودا
بِخُـنْصِـرِها تَـلألأَ مِـثْـلَ قـلْـبيْ بَـديـعُ زُمُـرِّدٍ لَـبِـسـتْ جَـديـدا
فَغَـطَّـتْ ذاتَ أهـدابٍ كَـلَيْـلِـيْ وخَلَّـتْ تِلكَ تَصطـادُ المَـزيـدا
فَمَنْ حَجَـبَـتْ تُحـرِّمُـنِيْ قَـتِيـلًا ومَـنْ نَظَـرتْ تُحـلِّلُـنيْ شَـهيـدا
ومِـمّا أضـمَـرَتْ لا شَـيءَ يَبـدو سِـوى ما أتلَعَـتْ بالفُـلِّ جِـيـدا
وما جـعـلَـتْـهُ شـاهِـدَهـا تـأبَّـى وحالَـفَـنيْ وقاسَــمَـها خُـدودا
فأذَعـنَ خَـدُّهـا بِـوريـدِ قـلـبـيْ وفَـتَّـحَ مِـنْ جِـراحاتـيْ تَـلـيـدا
فلا أدريْ لِـمَ اعتـرفَـتْ خُدودًا؟ ولا أدريْ لِـمَ بَــرِأتْ زُنُـودا ؟
ولـولا قُـبـلَـتَـانِ تَـركْـنَ مِـنْـهـا نَـبـيـذًا كـانَ يُقْـرِؤنـيْ قَـصـيـدا
وباقـيـةٌ على طَرَفَــيْ شِـفـاهـيْ تُـراسِلُـنـيْ بِـخَـمـرَتِـهـا بَـريـدا
لَـما أبـحـرتُ فـي صَـدرٍ عَـلَيـهِ نُجـومُ اللَّـيـلِ ضاحِـكةٌ عُـقُـودا
وما عَـبَرَتْ لِما جِهِلَـتْ حُروفِيْ مَـضـيْـقًا بـيـنَ مـاوردٍ نُـهُـودا
وما رَسَـمتْ شواطِـئُها مَـساريْ إلى جُـزُرٍ تُـشـرِّدُنِـيْ بَـعيـدا
وآثـرتُ الـبـقـاءَ عـلى ثُـلُـوجٍ مِنَ القُطْـبَيـنِ أسـكُـنُها وحِـيـدا
شِـمالًا في كَـنيـسَـةِ بَيـتَ لَـحـمٍ
وما أنقـاهُ في اليُـمنى سُجـودا
ولـــسـتُ بِـراجِـعٍ لِـلْـبَـرِّ إلَّا بِـجَـيـشٍ مِـنْ أنامِـلِـها جُـنـودا
وأسكُـنُ مِـنْ بِـلادِ الشّـامِ حِمْـصًا وأحـمِـيْ وَردَ سُــورِيّا حُـدُودا
تـعـاهــدْنـا تُـبـارِكُـنـي عـقـيـدًا
ولـلشـعـراءِ تـجـعـلُـني عـمـيـدًا
أظلُّ وشـاطئَ العاصـي سَـهـارى
نـواهِـدِهـا إذا كـانـوا رُقـودا
الشاعر حسن علي المرعي