أنا حمامة السلام
اتخذوا مني بوق اعلام
يتشدقون بكلمة السلام
ألبسوني لباسا على مقاسهم
و سموني حمامة السلام
جبت كل آفاق العالم
تخطيت جسور الأحلام
و جئتكم بأدق الحروف و الكلام
ثقوا بي أني تعبت و تعب المشوار
ولا أظن أن حروف الخليل
تكفى المجال و المقام
بكاء و عويل تحت الخيام
اشلاء أطفال تحت الركام
أفواه أشتاقت نكهة الطعام
طفت العالم عساني أجد عشا
استريح فيه و أنام
وجدت كل بقعة مكتضة بالألغام
تحت جناحي مدفونة الف حكاية
يطويها الظلام عام بعد عام
لم أجد طعما و لا رائحة للسلام
بداخلي نزيف و جرح و أسقام
طال الجرح
لم أعرف لمن أوجه الاتهام
عالم يحكمه القتال و الانتقام
غاب الصلح و طال الخصام
قوي يأكل الظعيف
أقوام تفترش الرصيف
نصف العالم يبحث عن الرغيف
أشباح تكسوها العظام
فاين العدل و أين السلام؟؟؟
خلعت لباسي و غيرت الهندام
وتنكرت لشيب الحمام
سألت عن تهمتي بين الانام
لم أجد بينهم من يرد السلام
الكل بريء و الكل في قفص الاتهام
عالم اختلطت فيه الافهام
تكسرت المسافة بين السبابة و الإبهام
لم أجد مكانا في قاموس الكون
سوى قدسية تنبعث من المقابر
تملأها جثث المتعطشين للسلام
أشرت إليها بأناملي المكسورة
لأصحو من صحوة حلمي
و اقول لمن فقدوا الضمير
هنا يرقد السلام
ادريس العمراني