أوَّلُ وردةِ فُل
أولُّ وردةِ فُلِّ تَتفتَّحُ في روضتنا
في لهبِ تموز
أولُّ وردةِ فلٍّ أرسلتُ لها روحي
كالنحلةِ وهيَ تغورُ عميقاً في طيّاتِ
الورقِ العبقِ الغافي فيها
وَتُداعِبُهُ كي تصحوَ أوراقاً ناعمةً
تجني منها قُبَلَ الرقَّةِ والعفويةِ
تجني برداً وسلاما
وتجني الوردةُ منها الالهامُ
بجُملٍ تحتشدُ فيها الصورُ والانغامُ
تغَنّي لطراوتِها
ونديَّ بياضٍ أُشرِبَ باللونِ الأخضرِ
يثملُ منهُ العصفورُ الدوريُّ ويهوي
مَرمِيّاً تحت الظلِّ
وراءَ وريقاتِ النعناع
وحين نما خبرُ الفلِّ إلى اليسمين
المتشبث في أغصان الآس
عن ارسالِ من سطرِ النملِ
تَملْمَلتِ الأكمامُ به
بات يغازلُ ساقيةً
في أطراف جذورٍ ويعانقُها
ويقولُ لها
يا نبعاً موهوباً من دجلةَ
حقِّقْ لي أمنيتي
فالغيرة تسري في اغصاني
من تلكَ الفلَّةِ
ساعدني كي أتفتَّحَ
قالَ الماءُ لها
فيما أعطاني اللهُ سأنقلَ أحلامك
لليقظة
د. محفوظ فرج المدلل