صحارى الشَّك
لا تقولي فجْـرنا أمسى حُطـمْ
سوفَ نبني المَجدَ في ظلِّ العَدمْ
صيحَـةُ المستقبلِ المنشـودِ قد
أيقظـتْ فينا براكيـنَ الهِمَـمْ
***ـ
من صراعِ الحقِّ مع ظلمِ الورى
أبْصَرَ الإنسانُ دربَ الواجِـبِ
فمضى يَجْـلو ظلامـاً دامـِساً
غَلَّـفَ الأرضَ بثوبٍ لاهِـبِ
***ـ
غُربةٌ عاشتْ بها روحي فهـلْ
يُطْفيءُ القَيظَ لهيـبُ الشَّرَرِ ؟
غُربَةٌ مَجَّـتْ جِراحي زيفَـها
فَهَفَـتْ نحو الوجـودِ العَطِرِ
***ـ
يولَدُ الإنسانُ في مَهدِ الشَّـقـا
يَرْضَعُ الأوجاعَ من نَهدِ الحياةْ
يجْرَعُ الأوصابَ من نبعِ الضَّنى
ويَعُبُّ البُؤسَ من نَهْرِ المَمـاتْ
***
في صحارى الشَّكِ يمشي عارياً
يلـفَحُ الإلحـادُ زهْرَ الأمَـلِ
يذْبَـحُ اليـأسُ حَنينـاً لاهِبـاً
واشْتيـاقـاً لـجِنـانِ الأزَلِ
***
جوهَـرُ الرُّوحِ كَيـانٌ من سنىً
ألبَسَتْهُ الأرْضُ ثوباً من تُرابْ
فتَـرَدَّى في صِـراعٍ دائِـبٍ
يعْشَقُ النُّورَ وتثْنيهِ الرِّغـابْ
***
فتعالي نبنِ من شوقِ المُـنى
هيكَلَ الحُبِّ ضِياءً ورَجـاءْ
نتسامـى في صُعـودٍ دائِـمٍ
وارتِقاءٍ نحو أقْداسِ السَّمـاءْ
حكمت نايف خولي