الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

Hiamemaloha

الصمت المحمود للشاعر الحسين صبري

 الصمت المحمود


هذا الشيء الأعْمى

الذي في داخِليّ

يكبرني بأعداد

صـاتِـمـة

إن أردتُ حصرها

أخطأتُ في عدها

هذا الصمت المحمودُ

المُرافِق لي

مذ كنتُ صغيرًا

صار كبير جدًا

بل أطول مني حتى

هذا التأمُّل

الذي رسم نفسه

في عَـيـنِـيّ

باتَ له صوتًا

أمسى يُدنْدِن

بين الفَيْنة والفَيْنة

لا يسمعه أحد

سِوى نفسي وأذني

وأحيانًا أنا

فيصير قلبي

يَقرع طبول 

الشَّوقُ والجَوى

هذه الوحدة

القابِعة دومًا

بِمحاذاتي 

ما نطقت يومًا

بِبنت شَـفـةٍ

خرساء لا تتكلم

فبرغم تعاستها

إلا أني مُعجبٌ

بها جـدًا

لطالما تجاذبْنا

أطراف الحديثِ

وتحدَّثنا في 

مواضيع شـتَّـى

هذا الجسد النحيل

الذي يحملُني

تاهت خطواته

حتى أنه

يَسْتعْجِل الخُطْوة

ولم يعد  يميّز

القدم اليُمْنى 

من اليُسْرى

هذا العقل 

والذي صار مُعْتقلٌ

في جُمْجُمتي

حُكم عليه مؤبدًا

فكل صباح 

تنتحر فِكْرة

وتُعلق أُخْرى

على حبل المِشْنَقة

لسان الحال يقول

لم أعد أفهم 

ولا أتذوق 

في بلادي شيئًا

سِوى طعم الغُربة

أنا في هذا الحال

مُنذُ فترة

وإن قررت أن 

أفعل ما لا يُفعل

صرت إنسانًا اخر

لا يشبهني البَتَّة

في هذه الأثناء

فكرت فيها

تَدفَّقتْ دمعة

تذكرت لقاءنا الأول

وكل ما حدث بيننا

حتى وإن كنتُ مُخطِئٌ

لا شيء يجعلها

تتحالف مع الفِراق

وتستدعي جيوشه

التى تُعَدّ ولا تُحصَى

في هذا القصيد

شعورٌ غريب 

ضربني في مقتل

وجعل القلب يفطر

القلم يخط كلمة

السطرَ تلو السطرَ

لن يقف نزفه

لن يقف مداده

ولن يموت 

حتى يلعق ما تبقى

من المحبرة

غصبًا عن إحساسي

الذي جعلني

وفي آنٍ واحِدٍ

أحـبه وأكـرهه

🖊الحسين صبري

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :