أشـــــواق الأمـــس..
بالأمسِ كنتُ أنظمُ فيـكِ أشعـارا
والـيومَ مِـن أشعـارِ الأمـس أثـــارُ
وكانتْ آلهةُ الجمالِ قَـد رَسَمتْـك
وراحتْ بـعد التكويـن منكِ تـغــار
أفإن كلَّلكِ الجمالُ بطلعةٍ بـهيـةٍ
يَرتدُ عنكِ وبغيرتِـهِ مـنكِ يَـحـــارُ
يجمعُ أنصاراً معلناَ حربهُ عليكِ
مُـذْ رآني ضعيفا أمام حبكِ أنهـارُ
فها أنا بنارِ الـشَّوقِ أتلظىٰ ونارُ
الـحبِ في قَلبي يُـسمـع لـهـا أوار
يَسْمعها الشامتونَ فيرثونَ لحالي
بـواكيـا علـى مُصابــي
والـجــروحُ تَـتَـدمـىٰ
وتَـتَـقَـطَّـعُ الأوتــارُ
ما هٰكذا الحبُّ يكونُ إنَّـمـا هٰذا
مـوتٌ بـطيءٌ قـاسـيٌ وانـتِـحــارُ
الحبُّ هُو أغانٍ وأناشيد وموسٰيقا
يُغنّي فيها شداةُ وقيانُ وسُّمـارُ
هي سهرٌ لِلَّيالي و ضَنىً وأحاديثُ
تَنْعـم اللّيالـي فيهـا والأسحـارُ
أتراكِ صرتِ ساديـة ارتَـشفْتنـي
وبـلا حبٍ تركتني لِمَصيري أنـهــار
قـالتْ ماذا وأنا بحُبِّك أحارُ فقلبي
يحرِقهُ الجوىٰ وحبّي تُغلفـهُ النـارُ ماكـلُّ مـا ذكـرتَ أنــا فأنـا بِحُبِّــك
قصيدة صاغتها مـلائـكـةٌ وأقـدارُ
أنا لَيْلكَ أملؤه حبــاَ أنــا أغانيكَ
قـصائِـدكَ ومـواويـلك
أنــــا الـقـيـثـــــارُ
انا كـلُّ ماضمتـهُ اوراقكَ من شعرٍ
ونثرٍ وتراتيلَ أنـا ربيعُـكَ والنوار
عـندمـا تَـغْفو مرهـقـاً صَـدري لكَ
بـئسَ صذرٌ لأفـروديتَ وعشتـارُ
تـشُدّني إليـكَ ألـفُ ساحـرةٍ وبدون
شِعركَ قـوى العاشقيـنَ تـنهــارُ
فـي ليـالي الحبِّ السامـرِكنتَ نجمي
الذي تكحلـت بطلعـتـهِ الأقمـارُ
محي الدين الحريري