.. ** وطني أُحبّكَ **
. وطني كؤوسٌ
و راقصةٌ ترَنّحتِ سَكَر ْ
ملهى لعربيدٍ
ونادل مُحتَقَر ْ
في فندقٍ فاح فجوراً
بات عِرضَهُ يُغْتَصَبْ
وطني
يباع على الرصيف
كخردةٍ بعد انتهاء الحربِ
في الزمنِ الرخيصِ
بترابه قد تاجروا
و تناحروا و تكالبوا
و تقاسموا إرث الشهيدِ
لم يبقَ ريح ُ العنبرِ فيه
و لا فاحت عطور ُ الزهر
حين الريح
هزًّ أعوادَ الورودٍ ْ
بردى دموعاً ..
و آهاتاً يئن قاسيونْ
الغوطة ثكلى
فأين المشمشُ و الجوزُ
و الحَور ُ العريق ؟!
حلب ْ حِدَاداً أعلنت
و الجرح أكبر
من ان يداويه طبيب
و فراتنا ما عاد يروي
سنابلَ القمحِ
و لا حقلَ الشعير ْ
فقأَ الغزاةٌُ عيونه
بالْمنْجلِ الصّدِئِ العتيق....
و الساحل زفَ الشهيدَ
تلو الشهيدِ
و تمزقت إرباً زغاريدَ النساءِ
فوقً أكفانِ الشهيد ْ
و إدلب الخضراء أمست ْ
ملعبَ الأوغادِ
مع سخل الدخيلْ
سرقوا حضارتها و إرث إيبلا
و تل مرديخَ و حارمَ
و حجارةَ البارة ْ
و مدافنَ عرشينْ
َ
ما فرّقوا فيها الحلالَ
عن الحرامِ و المحارمِ
و الحليمٍ و السفيهِ
وطني فديتكَ بالنفيسِ
و بالرخيص ْ
إنْ مَلَّكوْني الكونَ
بما فيهِ من ذَهَبٍ و تبْرٍ و عقيقْ
ما اسْتغنيت ّ عنك
فأنتَ في القلبِ
و نبضٌ في الوتينْ
وطني أُحبّكَ
و ما في حبي شائبةٌ
. و لو زرعوكَ أشواكاً
و زقوماً
و حاولوا صلبي
فوق أخشابِ المسيح ْ
وطني أحبك
وما في الكونِ
مَنْ يغتال حبي
خَسِئَ الذين تَوَهّموا
بالمالِ أو بالنارِ
ذرةً من طُهْرِ أرضكَ
قد أبيع ْ
** الشاعر : يوسف خضر شريقي **
المقصود ب السخل : ولد الماعز
و المقصود به أوردغان.
و إيبلا و تل مرديخ و حارم
و البارة و عرشين من أشهر المناطق الأثرية
في محافظة إدلب