___عبرة في مآقي الليل الحزين___
الليل ينوء بأوزاره كدر
يأتي بها وعر المسالك و منحدر
شَقٌّ على الأنفس يتلو مزاعمه
يسطو بخام النهي منها و مزدجر
تأبى له نفسي شد قوافلها
و ترى التوالي إن عُدّ بذي سفر
و راحلتي العرجاء قُدت من صنم
إذا همت مدامعي حالت لمستقر
و القلم المكسور معتقل يدي
سيلا من التحنان معتل الخبر
شكواها روحي و العتبى رواح
ثم لهيب الجرح أواه بِحَر
كلما فاحت على الطريق بتائلها
عادت بي الذكرى للطيب العطر
زفراتي..
حسرات قهوتي في الفنجان أسكبها
مر مخلوط أمازجه بمر
حتى إذا ما لاحت من الفجر بشائره
و مادت على الأغصان أوراق الشجر
و نادى على الكائنات حي على الفلاح..
يرفعه
صوت المآذن المنداح في وقت السحر
قمت إلى نفسي أجمع أسمالها..
أرتقها
من باقيات الذرو للذكر أذر
و أظل أدعو الله في صلاتي..
ملقاي بها
أو أفنى هما
دونها سرِبَ العمر
بقلم: فوزي علي عليبي/ تونس.
_آخر حرائق السوسن.