قالت الشاعرة مها اسماعيل ملحم
( شادنٌ)
============
(شادنٌ إن قاربَ النهرَ طما)
(حينما بالحبِّ شوقاً تمتَما)
(أكحلٌ ، والوردُ وشّى روضَهُ)
(من بياضِ الخدّ أهدى الأنجُما)
(بارقاً من ثغرهِ هزّ الضِيا)
(فدنا منهُ وفي الوجهِ ارتمى)
(شفّني منه فتورٌ قاتلٌ )
(كبّلَ الوصلَ وقلبي أعدَما)
(كلّما رامَ وتيني هجرَهُ)
(حالَ نبضي دونَه إنْ أقدما)
(سجدةٌ في الحبّ فرضٌ ،ليته)
(بددّ الروعَ البغيضَ الأقتَما)
(مالكٌ للروحِ والروحُ به)
(ترتجي للإثمِ نأياً مُبرما)
(مُنيتي لو كنتُ طيراً في السما )
(أينما أبْصرَ خلّاً حوّما)
(أيُّها العاذلُ أقْصِرْ لومةً)
(في عيونٍ نومُها قد أحجما)
(هل خبرْتَ الشوقَ في ليلِ النوى)
(وجْدُه في القلبِ ناراً أضرما)
(قلبُك المحرومُ لو ذاقَ الهوى)
(عَصَرَ المُزْنَ وروّى مِنْ ظَما)
(ليتَ للهجرانِ قلباً يرعوي)
(يرأبُ الصدعَ ويهدي البلسما)
(غيرَ خوّانٍ ، بودٍّ يرتقي)
(لا يجافي قلبَ صبٍّ مغرما)
(قصصُ العشّاقِ ناغتْ أحْرُفا ً)
(إذ تبدّى الشعرُ منها مفعما)
==================
فأجزتها بقصيدتي
( على ضفة النهر )
مرّ مثلَ الطيفِ معسولَ اللمى
حاذِرَ الخَطوِ تراهُ مُقدِما
يتبعُ القاربَ في نظرَتهِ
فيناجيهِ شراعٌ ملهَما
وعلى الضفَّةِ يندى خَجِلاً
عبقُ الزَّهرِ إذا ما حَوّما
وتَغَنّى الليلُ من طَلعَتهِ
فجمالُ النورِ فيه ارتسَما
مُستهامَ البدرِ من دهشتِهِ
يُنكِرُ الظِّلَّ إذا ما أَظلَما
قد تجلتْ فكرةٌ لو رامَها
صرخَ القلبُ وهاتيكَ الدِما
رميةُ الصدِّ عذابٌ ليتَها
تُخطِئُ المرمى فأقضي مُغرَما
إيهِ يا خلُّ ولي في شَدوِهِ
رقيةٌ تُبطلُ سِحراً مُبرما
سامَني الحُزنَ على جفوَتهِ
مَن لِقلبٍ لِهواهُ استَسلَما
ولهُ في كلِّ حينٍ غَصَّةٌ
هادَنَ الريحَ عسى أن يَسلَما
فتمادى الشوقُ في جذوتِهِ
وبرى النفسَ فأضناها الظما
من حُطامِ العُمرِ لو يجمَعُهُ
ما الذي يفعلُ في ما لَمْلَمَا؟!
كم أناجي روحَهُ في خُلوةٍ
قد تسامَتْ مثلما البَدرُ سما
فأَرى في نبضِهِ لحناً مَضى
وعَلى الروحِ جمالاً أنعَما
قد أفاضَ الحبَّ خمريَّ الندى
واستطابَ العيشَ خِلاً مُكْرَما
ينثُرُ الزَّهرَ ويُهدي ضوعَهُ
كُلّما ماسَ دلالاً ، كُلّما
أ مِن العذالِ قلبٌ عاشقٌ؟!
أجملُ الحبِّ على العذلِ نَما
الأماني أشرَقَت في عُرسِها
فتراءى الحُلمُ نسجاً مُحكَما
==================
جاسم الطائي